إسرائيل تلوّح بالقوة مجددًا في محاولة لفرض أمر واقع على الداخل اللبناني - تواصل نيوز

أثار حزب الله اللبناني قلق الحكومة الإسرائيلية مجددًا، حيث زعم المتحدث باسم مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية، هاني مرزوق، أن الحركة اللبنانية تسعى إلى جر إسرائيل نحو صراع جديد، مشيرًا إلى أن الحزب يعيد بناء شبكة الأنفاق وتطوير أسلحته بشكل متسارع، وهو ما يشكل تهديدًا مباشرًا للأمن القومي الإسرائيلي. 

وأوضح مرزوق أن حزب الله يسعى حاليًا لشل مؤسسات الدولة اللبنانية، في خطوة تهدد الاستقرار الداخلي في لبنان وتزيد من تعقيد الوضع الإقليمي.

رسالة تحذير إسرائيلية عبر الوساطة الأمريكية

في سياق متصل، كشفت مصادر إسرائيلية أن تل أبيب بعثت رسالة تحذير رسمية إلى لبنان، عبر الولايات المتحدة الأمريكية، تحذر فيها من توسيع ضرباتها العسكرية على الأراضي اللبنانية في حال لم يتم نزع سلاح حزب الله.

وأشارت المصادر إلى أن إسرائيل أبلغت بيروت بنيتها استهداف مواقع لم تُهاجم سابقًا نتيجة الضغط الأمريكي، مؤكدة أن استمرار عدم اتخاذ خطوات فعالة ضد حزب الله قد يدفع الدولة العبرية إلى تصعيد عملياتها العسكرية بشكل غير مسبوق.

الأبعاد السياسية والتحركات الدولية

من جهة أخرى، تثير التوترات الأخيرة تساؤلات حول توقيت التحركات الإسرائيلية، حيث ألمحت المصادر إلى إمكانية أن تكون هذه التحركات مرتبطة بزيارة بابا الفاتيكان إلى لبنان، مما يضيف بعدًا دبلوماسيًا وحساسًا على الموقف الأمني والسياسي في المنطقة. 

كما يعكس هذا التحرك الإسرائيلي تعقيدات السياسة الإقليمية، حيث يجمع بين الضغط على لبنان للحد من نفوذ حزب الله، وبين الحاجة للحفاظ على توازن العلاقات الدولية، خصوصًا مع الولايات المتحدة التي تلعب دور الوسيط بين الطرفين.

تأثيرات محتملة على لبنان والمنطقة

في ضوء هذه التصريحات والتحذيرات، يبدو أن لبنان قد يواجه مزيدًا من الضغوط الداخلية والخارجية، إذ أن أي تصعيد عسكري إسرائيلي محتمل لن يقتصر على الحدود فحسب، بل قد يمتد ليشمل مناطق واسعة داخل لبنان، ما يفاقم الأزمات الاقتصادية والسياسية التي تعاني منها الدولة اللبنانية منذ سنوات. 

كما أن هذا التطور يعيد فتح ملف العلاقة بين حزب الله والدولة اللبنانية، ومسؤولية الحكومة في ضبط السلاح غير الرسمي، وهو ما يضع لبنان أمام معضلة صعبة بين التهديدات العسكرية والتوازنات الداخلية.