البركان الإثيوبي الغامض يستيقظ بعد آلاف السنين ... تأثير سحابة الرماد محدود فوق السعودية والخليج - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
البركان الإثيوبي الغامض يستيقظ بعد آلاف السنين ... تأثير سحابة الرماد محدود فوق السعودية والخليج - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 05:04 مساءً

في الثامنة والنصف من صباح الأحد الفائت بالتوقيت العالمي، قذف بركان هايلي جوبي ثورانه، وهو بركان درعي يقع ضمن سلسلة إرتا آلي في إقليم عفر شمال شرقي إثيوبيا، وعلى بعد نحو 15 كيلومتراً جنوب شرقي بركان إرتا آلي الشهير.

وأفادت بيانات مراكز مراقبة الرماد البركاني VAAC وصور الأقمار الاصطناعية أن ثوراناً انفجارياً مفاجئاً أدى إلى انبعاث أعمدة كثيفة من الرماد وثاني أوكسيد الكبريت، مع سلسلة تحذيرات للطيران ورفع مستوى الخطر إلى اللون الأحمر لفترة من اليوم نفسه، قبل أن تعلن المراكز المتخصصة توقف النشاط الانفجاري مساء الأحد مع استمرار حركة سحابة الرماد في الأجواء.

وبحسب الخرائط الصادرة عن VAAC Toulouse وتصورات محاكاة الرماد يوم الاثنين، فقد واصلت هذه السحابة تحركها سريعاً شرقاً عبر خليج عدن، ثم اتخذت مساراً طويلاً فوق المحيط الهندي باتجاه السواحل العمانية ثم السواحل الغربية للهند؛ حيث يتشتت الرماد القريب من السطح فوق اليمن والجزيرة العربية، بينما يتركز الجزء الأكثر كثافة على ارتفاعات عالية فوق بحر العرب وصولاً إلى ولايتي غوجارات ومهاراشترا، وهو ما يفسر استمرار التحذيرات الموجهة إلى الطيران الدولي رغم تراجع شدة الثوران نفسه.

خريطة توضح نطاق انتشار سحابة الرماد البركاني من ثوران هايلي جوبي فوق البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، اعتماداً على بيانات محاكاة تركّز الرماد الصادرة عن VAAC Toulouse

خريطة توضح نطاق انتشار سحابة الرماد البركاني من ثوران هايلي جوبي فوق البحر الأحمر وخليج عدن والمحيط الهندي، اعتماداً على بيانات محاكاة تركّز الرماد الصادرة عن VAAC Toulouse

حدث عابر... ولكن أين الخطورة؟
يعد هذا الثوران الأول الذي يُسجل لبركان هايلي جوبي في التاريخ الحديث، إذ لم يسجل ثوران منذ نحو  12 ألف عام، في منطقة تعيش أصلاً على حافة الأزمات المناخية والجفاف والنزوح في القرن الأفريقي.

وفي هذا السياق، يقول الدكتور شريف الهادي، رئيس قسم الزلازل في المعهد القومي للبحوث الفلكية والجيوفيزيقية لـ"النهار" إن "ثوران بركان هايلي جوبي قصير وعابر، فنحن غالباً أمام ثوران قصير ومفاجئ، كما تشير البيانات الأولية"، لافتاً إلى أن كثيراً من براكين منطقة عفر في إثيوبيا تشهد نمطاً متكرراً للثورانات السريعة التي تهدأ ثم تعاود النشاط لاحقاً؛ وهذا حدث أكثر من مرة عبر التاريخ الجيولوجي للمنطقة.

ويشير إلى أن سحابة الرماد الناتجة من الثوران خطيرة جداً بطبيعتها، ومن المفترض مراقبة حركتها لحظة بلحظة. لأنها قد تنتشر وتؤدي إلى انعكاسات بيئية وصحية؛ فبعد صعود الرماد إلى الغلاف الجوي قد يحجب جزءاً من أشعة الشمس، ويساهم في تكثف السحب، ومن ثم هطول أمطار محمّلة بمواد مثل ثاني أوكسيد الكبريت، وهذه أمطار قد تكون سامة وتؤثر على التربة والنباتات وصحة البشر.

ويتوقع الهادي أن يبقى تأثير سحابة الرماد محدوداً فوق السعودية ودول الخليج العربي؛ "فكلما ابتعدنا عن مركز البركان تراجعت كثافة الرماد بشكل واضح. نعم، يظل الوضع صعباً وخطراً في محيط الفوهة، لكن على مسافات بعيدة جداً مثل جدة، ينخفض التأثير إلى مستويات ضعيفة أو شبه معدومة"، على ما يقول.

ويشير الخبير المصري إلى أن  آثار الرماد البركاني على الجهاز التنفسي تتمثل في تلوث الهواء وصعوبة التنفس وزيادة نوبات الربو، لكنها ترتبط أساساً بكثافة الرماد التي تنخفض بسرعة مع الابتعاد عن مركز الثوران.

ومن جهة أخرى، تتخذ الدول قرارات إيقاف الطيران أو تغيير مساراته وفقاً لموقع السحابة فوق أجوائها، إذ يمكن للرماد أن يسبب ضعفاً في الرؤية وأعطالاً في محركات الطائرات، وهو ما دفع دولاً عدة سابقاً لتعليق الرحلات عند رصد سحب بركانية كثيفة.

 

مستقبل المنطقة
تشهد هذه المنطقة نشاطاً جيولوجياً بطبيعتها منذ ملايين السنين، ما يعني أن احتمال حدوث ثورانات جديدة قائم في أي وقت، لكن لا أحد قادر على تحديد موعد دقيق لها. إذ إن طبيعة الصدع تجعل النشاط متقطعاً؛ بركان يثور هنا، ثم يهدأ، ثم يظهر نشاط آخر في موقع قريب؛ وهذا جزء من السلوك العادي للمنطقة.

ويرى الخبير أن احتمال دخول المنطقة في مرحلة جيولوجية جديدة أو تكرار الثورانات في السنوات المقبلة، يعتمد على نوع البركان وطبيعة الصهارة؛ فهناك براكين يستمر نشاطها آلاف السنين ثم تخمد، وأخرى لا يتجاوز ثورانها بضعة أيام قبل أن تهدأ.

كما توجد سلاسل بركانية ينشط كل مخروط فيها في توقيت مختلف. لذلك، يصعب الجزم بأن هايلي جوبي قد خمد تماماً، كما لا يمكن تأكيد أن المنطقة دخلت مرحلة جديدة؛ كل السيناريوات مفتوحة، وما يمكننا فعله هو متابعتها علمياً فقط.

 

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق