صيام يوم عرفة: موسم من الرحمة والفضل - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
صيام يوم عرفة: موسم من الرحمة والفضل - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 07:30 صباحاً

تواصل نيوز - يوم عرفة من أعظم الأيام عند المسلمين، وهو اليوم التاسع من شهر ذي الحجة، ويأتي قبل عيد الأضحى مباشرةً. يجتمع فيه الحجاج على صعيد عرفات ملبّين ومتوحدين في دعائهم وتضرعهم، بينما يغتنم المسلمون في كل مكان هذه المناسبة العظيمة بالصيام والدعاء والأعمال الصالحة. ويعد صيام يوم عرفة من السنن المؤكدة التي ورد فيها فضل عظيم في السنة النبوية، لما فيه من مغفرة الذنوب، ورفع الدرجات، وتكفير السيئات. في هذا المقال، نستعرض بالتفصيل فضائل هذا اليوم المبارك، وحكمة الصيام فيه، وكيف يمكن للمسلم الاستعداد له واستثماره بالطريقة المثلى.

تكفير الذنوب لعامين: أعظم جزاء لصائم يوم عرفة

أعظم ما ورد في فضل صيام يوم عرفة ما رواه مسلم في صحيحه عن النبي ﷺ أنه قال:
"صيام يوم عرفة أحتسب على الله أن يُكفِّر السنة التي قبله والسنة التي بعده".

وهذا الحديث يكشف عن عظمة الأجر؛ فصيام يوم واحد يترتب عليه مغفرة ذنوب عامين كاملين، عام مضى وعام قادم، وهو فضل لا يُعطى لأي يوم آخر من أيام السنة سوى عرفة. ويُقصد بالتكفير هنا: غفران الصغائر، أما الكبائر فتحتاج إلى توبة خاصة. لذا فإن اغتنام هذا اليوم بالصيام يعد فرصة عظيمة لا ينبغي تفويتها لمن يرجو عفو الله ورضاه.

ويُستثنى من هذا الصيام الحاج، فالسنة أن يفطر الحاج يوم عرفة ليتقوى على الوقوف والدعاء والعبادة، كما ورد عن النبي ﷺ أنه لم يصم يوم عرفة وهو في الحج. أما غير الحاج، فالصيام مستحب في حقه ويُعد من السنن العظيمة التي يثاب عليها المسلم ثوابًا جزيلًا.

يوم عرفة يوم الدعاء والتقرب.. وليس الصيام فقط

رغم أن الصيام هو أبرز عبادة يُقبل عليها المسلمون في يوم عرفة، إلا أن فضائل هذا اليوم لا تقتصر عليه، بل تشمل أبوابًا عديدة من الخير. فهو يوم تتنزل فيه الرحمة، ويُباهي الله بعباده أهل الموقف، كما ورد في الحديث الشريف:
"ما من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدًا من النار من يوم عرفة، وإنه ليدنو ثم يُباهي بهم الملائكة" [رواه مسلم].
لذلك يُستحب الإكثار من الدعاء، والتضرع، والاستغفار، وذكر الله بأنواعه، وخاصة قول: "لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير"، وهو الذكر المأثور الذي حث عليه النبي ﷺ في عشر ذي الحجة عامة، ويوم عرفة خاصة.

كذلك يُستحب في هذا اليوم مراجعة النفس، والنية الصادقة في تصحيح المسار، والتخطيط للمرحلة القادمة من الحياة الإيمانية، بعد أن تُغسل الذنوب وتُطهّر القلوب بهذا اليوم المبارك. فالمغفرة لا تكون غاية في ذاتها فحسب، بل بوابة لحياة جديدة أقرب إلى الله، وأكثر التزامًا بدينه.

من المهم أن يستعد المسلم لصيام يوم عرفة بعزيمة صادقة ونية خالصة، ويفضّل أن يُخطط ليومه مسبقًا ليضمن استثمار كل لحظة فيه. يمكن البدء من الليلة السابقة بنية الصيام والدعاء في الثلث الأخير من الليل، ثم السحور، وهو سنة مهجورة في صيام النوافل. بعد ذلك، ينبغي الحرص على صلاة الفجر جماعة، وتخصيص الوقت بعد الصلاة للذكر وقراءة القرآن.

طيلة اليوم، يُستحسن تقليل الانشغال بالأمور الدنيوية، والابتعاد عن مواقع التواصل والضوضاء التي تشتت القلب، والتركيز على التوبة والدعاء الخاص. كما يمكن تحديد قائمة بالأشخاص والدعوات التي تنوي أن ترفعها في هذا اليوم، ليكون دعاؤك منظّمًا ومليئًا بالأمل. وختامًا، مع أذان المغرب، يسنّ تعجيل الفطر والدعاء قبل الإفطار، في لحظة يُرجى فيها القبول.

في الختام، فإن يوم عرفة ليس يومًا عاديًا، بل هو موسم من الرحمة والفضل والفرص الإيمانية التي لا تتكرر كثيرًا. وصيامه لا يمنح فقط تكفيرًا للذنوب، بل فرصة لتجديد الصلة بالله، وتحقيق الطمأنينة، والتطهر من أعباء السنة بأكملها. فمن وفقه الله لصيامه واغتنامه، فقد نال خيرًا عظيمًا في الدنيا والآخرة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق