نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
20 شهراً من حروب نتنياهو الأبدية: لا "نصرَ مطلقاً" ولا "يومَ تالياً" - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 10 يونيو 2025 07:40 صباحاً
تواصل نيوز - 20 شهراً على الحرب الإسرائيلية على غزة من دون أن تلوح في الأفق ملامح "اليوم التالي". ونجح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في فرض معادلته القائمة على أن بقاء إسرائيل، مرتبط بحروب أبدية على "سبع جبهات"، وبأنه لن يتوقف قبل تحقيق "النصر المطلق".
يعزو نتنياهو الفضل في "تغيير وجه الشرق الأوسط" إلى الحروب التي يخوضها منذ هجوم "حماس" في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023 على غلاف غزة. وعندما يستعرض هذه "الإنجازات"، يتحدث عن الضربات القوية التي تلقتها الحركة الفلسطينية في القطاع وخارجه، وكذلك "حزب الله" في لبنان، وموجتين من الهجمات على إيران، وتدمير أهداف وبنى تحتية للحوثيين في اليمن، إلى التوغل في الجنوب السوري واحتلال المنطقة العازلة شمال الجولان وصولاً إلى قمة جبل الشيخ واستهداف ما تبقى من أصول للجيش السوري السابق، بعد سقوط نظام بشار الأسد.
ومع ذلك، لا يستعجل نتنياهو ترجمة المكاسب العسكرية إلى ربح سياسي. ويرفض وقفاً دائماً للحرب على غزة، غير مبالٍ بالتحذيرات من بعض الأصوات في الداخل الإسرائيلي، التي ترى أن العودة لاحتلال القطاع قد تجعل من إسرائيل دولة منبوذة في العالم. والمؤتمر الذي ترعاه السعودية وفرنسا بعد أيام في نيويورك، لإحياء اقتراح "حل الدولتين"، مؤشر إلى مضي إسرائيل في الاتجاه الخاطئ.
يرفض نتنياهو وقفاً دائماً للحرب على غزة. (ا ف ب)
وعلى وقع تصاعد الانتقادات الدولية لمواصلة الحرب على غزة، التي لم تعد أطراف أممية وغربية تخشى وصفها بعملية إبادة للشعب الفلسطيني، عبّر وزير المال الإسرائيلي المتطرف بتسلئيل سموتريتش بوضوح كافٍ عن الهدف من الحرب، إذ قال في مقابلة مع مجلة "الإيكونوميست" الأسبوع الماضي: "سيفهمون (الفلسطينيون) أنه لم يعد هناك أمل، وأنه لم يعد لهم شيء في غزة... وسيصبحون يائسين كلياً وسيبحثون عن مكان آخر".
كذلك، وسّع وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس نطاق الرد على التنديدات الدولية بالتأكيد على "إقامة الدولة اليهودية" في الضفة الغربية. كلامه جاء بعد قرار للحكومة الإسرائيلية بإنشاء 22 مستوطنة في غور الأردن.
هذه النظرة المسيحانية للنزاع يقودها نتنياهو بعبارة يكررها منذ بدء الحرب: "لن نتوقف قبل النصر المطلق". وهذا يعني ببساطة تقديم هدف القضاء المبرم على "حماس"، على هدف استعادة الأسرى. وفي هذا سعي حثيث إلى نزع الورقة الأقوى من يد الحركة، التي قبلت باقتراح المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الأخير، وطالبت بضمانات أميركية بأن إسرائيل ستوقف الحرب بشكل دائم، الأمر الذي قوبل برفض إسرائيلي وأميركي.
الوقف الدائم للحرب، يعرّض الائتلاف الحكومي للسقوط، وتالياً الذهاب إلى انتخابات مبكرة، ترجح كل استطلاعات الرأي أن نتنياهو لن يتمكن بعدها من نيل غالبية تؤهله تشكيل الحكومة الجديدة. وأكثر ما يخشاه أنه إذا ترك الحكم سيتعرض للمساءلة عن الإخفاق في 7 أكتوبر . وحتى الآن، يلقي نتنياهو بالمسؤولية في الإخفاق على الجيش والأجهزة الأمنية.
وهذا السبب الرئيسي لتمسك نتنياهو بالحرب، على رغم أن الاستطلاعات تظهر أن 70 في المئة من الإسرائيليين يؤيدون وقفاً دائماً لها في مقابل استعادة ما تبقى من الأسرى الأحياء والأموات. وفي مظهر شديد الدلالة، بدأت الاحتجاجات الأسبوعية التي تخرج مطالبة باستعادة الأسرى، ترفع مؤخراً لافتات تطالب بوضع حد نهائي للحرب. ولم يكن الأمر على هذا النحو عند بداية الاحتجاجات.
هذا التبدل في الرأي العام، مبني على أسباب عملانية أيضاً تأخذ في الحسبان الوضع الداخلي. فالجيش الإسرائيلي الذي يقول علناً إنه بحاجة إلى تطويع عشرة آلاف مجند جدد لتلبية حاجات الجبهات المفتوحة، بدأ يزج بالمجندات في المواقع القتالية في غزة ولبنان وسوريا. كما تتصاعد الانتقادات من مضي نتنياهو في تغيير النظام في إسرائيل تحت غطاء الحرب، فيحدّ من صلاحيات المستشارة القضائية، ويروّض أجهزة الأمن على غرار ما حصل مع رئيس "الشاباك" رونين بار.
في مناسبة مرور 600 يوم على الحرب، لخص أيال زيسر في مقال بصحيفة "إسرائيل اليوم" الوضع بالآتي: "على رغم انجازاتنا في هذه الحرب، فإنه لن يكون فيها نصر مطلق".
0 تعليق