نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
إيران تتجاوز إرث الخميني... تغيير اسم شارع خالد الإسلامبولي يُمهّد لاستئناف العلاقات مع مصر - تواصل نيوز, اليوم الخميس 12 يونيو 2025 06:13 صباحاً
تواصل نيوز - قرّرت إيران إزالة اسم قاتل الرئيس المصري الأسبق أنور السادات من أحد شوارع طهران، في خطوة تشير إلى قرب انتهاء الجمود في العلاقات مع مصر، واحتمال استئناف العلاقات الديبلوماسية بين البلدين بعد 43 عاماً من القطيعة.
وأعلن مجلس مدينة طهران، الجهة المسؤولة عن تسمية الشوارع والأماكن العامة، أن القرار جاء بالتنسيق مع وزارة الخارجية الإيرانية، ومن المقرر تغيير اسم شارع "خالد الإسلامبولي" إلى "السيد حسن نصرالله" خلال الأسبوع المقبل.
ورغم أن هذا الإجراء قد يبدو بسيطاً في ظاهره، إلا أنّه كان يشكّل عقبة دائمة أمام تحسين العلاقات بين البلدين. فقد طُرحت مبادرتان لتغيير اسم الشارع خلال رئاستي محمد خاتمي ومحمود أحمدي نجاد كشرط مسبق من الجانب المصري، لكنهما اصطدمتا برفض المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني. ووفقاً للرئيس الإيراني الأسبق حسن روحاني، كان يُنظر إلى أي خطوة نحو استئناف العلاقات مع مصر على أنها انحراف عن سياسات الإمام روح الله الخميني، الذي أمر بقطع العلاقات مع القاهرة عام 1979.
وكان الإمام الخميني قد عبّر عن غضبه من الرئيس المصري آنذاك أنور السادات لأمرين: استقباله شاه إيران استقبالاً رسمياً بعد الإطاحة به، وتوقيعه اتفاقية كامب ديفيد مع إسرائيل. ووصف الخميني السادات بـ"الخائن"، ودعا الشعب المصري إلى الإطاحة به، وأمر بقطع العلاقات بين طهران والقاهرة.
وبعد عامين، في 6 تشرين الأول/أكتوبر 1981، اغتال الإسلامبولي، وهو ضابط في الجيش المصري وعضو في جماعة "الجهاد الإسلامي"، السادات خلال عرض عسكري، احتجاجاً على اتفاقية كامب ديفيد. وعلى الرغم من إعدام الإسلامبولي بعد أشهر، أطلقت إيران اسمه على أحد شوارع طهران، ما فاقم التوتر الديبلوماسي مع القاهرة.
لقطة من عملية اغتيال الرئيس المصري الأسبق أنور السادات.
يُذكر أن شاه إيران الراحل محمد رضا بهلوي دُفن في القاهرة، وأن هناك شارعاً في العاصمة المصرية يحمل اسم الدكتور محمد مصدق، رئيس وزراء إيران الشهير، الذي أطاح به انقلاب مدعوم من الولايات المتحدة وبريطانيا عام 1953. وقد أعجب الرئيس المصري الأسبق جمال عبد الناصر بمصدّق بسبب توجّهاته القومية ومناهضته للاستعمار. ولفترة وجيزة، أُطلق على الشارع اسم الشاه، قبل أن يُعاد إلى اسم مصدّق.
وظلت العلاقات بين إيران ومصر متوترة لعقود، إلى أن التقى الرئيس الإيراني محمد خاتمي بالرئيس حسني مبارك في جنيف عام 2000، في أول لقاء من نوعه. ثم زار محمد مرسي، أول رئيس منتخب بعد الثورة ضد مبارك، طهران عام 2012 لحضور قمة دول عدم الانحياز.
كذلك، أصبح محمود أحمدي نجاد أول رئيس إيراني يزور مصر عام 2012 بدعوة من مرسي. وفي عام 2023، التقى الرئيس الإيراني الراحل إبراهيم رئيسي بنظيره المصري عبد الفتاح السيسي على هامش قمة منظمة التعاون الإسلامي في الرياض. وجرى لقاءان آخران بين الرئيس الحالي مسعود بزشكيان والسيسي، الأول خلال قمة بريكس في مدينة قازان الروسية، والثاني في قمة مجموعة الدول الثماني النامية في القاهرة.
إلا أن التطور الأهم جاء على لسان المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية علي خامنئي، الذي عبّر خلال لقائه سلطان عُمان هيثم بن طارق عن ترحيبه باستئناف العلاقات بين طهران والقاهرة، ويبدو أن هذا الموقف كان نقطة الانطلاق نحو تحسّن ملموس في العلاقة.
والأسبوع الماضي، توجّه وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى القاهرة، حيث التقى بنظيره وثلاثة وزراء خارجية سابقين، كما اجتمع بالسيسي. وخلال هذه الزيارة، أعلن عراقجي أن مسار العلاقات بين إيران ومصر بات مفتوحاً أكثر من أي وقت مضى، رغم وجود "بعض العقبات" التي قال إنها ستُحلّ خلال الأسابيع المقبلة. من بين هذه العقبات اسم شارع خالد الإسلامبولي، الذي تقرر تغييره.
يُشار إلى أن شارعاً آخر في طهران لا يزال يحمل اسم سليمان خاطر، الجندي المصري الذي أطلق النار على مجموعة من الإسرائيليين في منطقة حدودية عام 1985، إلا أن القاهرة لا تُبدي حساسية تجاه هذه التسمية.
وصرّح مسؤول مصري رفيع، طلب عدم الكشف عن هويته، أن القاهرة "باتت أكثر استعداداً لاستئناف العلاقات الكاملة مع طهران". وأكد أن عودة السفير المصري إلى طهران وقبول سفير إيراني في القاهرة مدرجان على جدول الأعمال.
وأضاف أن المخاوف المصرية السابقة بشأن القضايا العقائدية والأمنية المرتبطة بطهران تم تجاوزها، وأن التعاون غير العلني بين البلدين، خصوصاً في المجالين الأمني والاستخباراتي، بلغ مستويات غير مسبوقة خلال الشهور الثمانية عشر الماضية.
وفي السياق الإقليمي، اتخذت مصر مواقف واضحة ضد أي عمل عسكري محتمل يستهدف إيران، ووجّهت رسائل بهذا الشأن إلى دول المنطقة. وترى القاهرة أن أي هجوم من هذا النوع سيغيّر ميزان القوى لصالح إسرائيل، ويدفع المنطقة إلى مزيد من التوتر والعواقب غير المحسوبة.
من ناحية أخرى، قد يؤدي استئناف العلاقات الكاملة مع إيران إلى جذب ما يصل إلى خمسة ملايين سائح إيراني سنوياً إلى مصر، نظراً لاهتمامهم بالمواقع التاريخية والدينية والسياحية في البلاد.
0 تعليق