خاص – اعتبر الخبير العسكري والاستراتيجي نضال أبو زيد أن مقطع الفيديو الذي نشرته قناة "كان" العبرية، وزعمت من خلاله أن مقاومين ينقلون أسلحة من داخل مدرسة ابتدائية في بيت حانون، ليس سوى جزء من حملة "حقن إعلامي" ينفذها الاحتلال عبر مواقع التواصل في محاولة لتشويه صورة المقاومة وتبرير انتهاكاته.

وقال أبو زيد لـ"الأردن 24" إن تتبّع مسار انتشار المقطع يُظهر أن أول من نشره كانت قناة "كان"، بالتزامن مع موجة من الدعاية التي بثّها الإعلام العبري، مثل مقطع "القبض على عناصر من المقاومة" في رفح، ومقطع "الوصول إلى نفق بطول 7 كم"، ما يؤكد –بحسبه– وجود عملية ممنهجة لضخ روايات مضلّلة تخدم رواية الاحتلال.

وأضاف أبو زيد أن المقطع يحمل مؤشرات واضحة على أنه مشهد تمثيلي؛ فالتصوير تم بواسطة أحد العناصر نفسه، وهو أمر غير منطقي من الناحية العملياتية والإعلامية للمقاومة التي لا تقوم بتوثيق عناصرها أثناء نقل سلاح، وخاصة داخل مدرسة أطفال.

وأوضح أنه من خلال تتبّع وجوه الأشخاص الظاهرين في الفيديو، يمكن ملاحظة ظهور شخص "عشريني ملتحٍ" سبق أن ظهر في صورة أخرى مع مجموعة "أبو شباب" في رفح، ما يعزز الشكوك حول هوية المشاركين وموقع التصوير.

كما لفت إلى ظهور شخص "ملامحه بعيدة عن ملامح أهالي غزة" وقصير القامة في نهاية المقطع، يحمل حقيبة أطفال مدرسية وينظر إلى الأعلى، في مؤشر على أنه يراقب طائرة مسيّرة تغطي المشهد. إضافة إلى أن حقائب الأطفال والغرفة الصفية تبدو جديدة تماماً، وهو أمر غير منطقي بعد حجم الدمار الذي طال مدارس غزة.

وبيّن أبو زيد أن النوافذ واللون الأزرق داخل الصف يشيران إلى أن المكان إحدى مدارس وكالة الأونروا، وهو ما يتقاطع مع الرواية العبرية التي قالت إن الحدث وقع في بيت حانون.

لكن –وفق أبو زيد– فإن بيت حانون فيها مدرسة واحدة فقط تابعة للأونروا، وهي مدرسة بنات بيت حانون الابتدائية، وقد سبق للاحتلال أن دمّرها بالكامل في مقطع رسمي نشره جيشه بتاريخ 12-12-2023، أي مع بدايات الحرب، ما يجعل من المستحيل تصوير المقطع فيها.

وبحسب أبو زيد، فإن مجموع المؤشرات السابقة ترجّح أن تصوير المقطع تم بشكل بدائي في إحدى مدارس الأونروا الابتدائية بمنطقة رفح التي تنشط فيها مجموعة "أبو شباب"، وليس في بيت حانون كما ادعى الإعلام العبري.

وختم أبو زيد بالقول إن هذه المواد المصوّرة تهدف لإظهار أن المقاومة تستخدم مدارس الأطفال وبالأخص مدارس الأونروا لتخزين السلاح، بما يخدم رواية الاحتلال ويبرر جرائمه ضد المدارس والبنية التحتية واستهداف الأطفال والنساء والمدنيين العزّل.