تواصل نيوز - رغم أجواء القلق التي تسود في الأردن منذ فجر الجمعة إثر اشتعال الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران، إلا أن العديد من المواطنين الأردنيين انشغلوا بمراقبة وتصوير الصواريخ والمُسيّرات التي تعبر سماء المملكة، لتصبح متداولة عبر منصات التواصل الاجتماعي على نطاق واسع.

وهي المرة الثالثة التي تعيش الأردن فيها أجواء الهجمات الإسرائيلية – الإيرانية المتبادلة، حيث كان شهر نيسان/ أبريل 2024 شهد الأمر ذاته، بالإضافة إلى شهر تشرين الأول/ أكتوبر من العام ذاته، علماً أن المرة الثالثة هي الأقوى، والأكثر إثارة لمخاوف الأردنيين كونها ضربات واسعة ومفتوحة زمنياً وأيضاً غير معروفة المآلات، في ظل تهديدات متبادلة ومتصاعدة من قبل الطرفين المتحاربين والخشية من توسع المواجهات لتشمل دخول أطراف أخرى مثل الولايات المتحدة.  

لكن تلك الصواريخ والمُسيّرات لم تمر مرور الكرام بل خلفت إصابات وأضراراً في الممتلكات، حيث أصيب صباح اليوم السبت 5 من أفراد عائلة واحدة جراء سقوط جسم على منزل في منطقة إيدون بمحافظة إربد شمالي المملكة، وقالت مديرية الأمن العام إنهم أسعفوا إلى المستشفى وحالتهم حسنة.

وفرضت الأجهزة الأمنية طوقاً أمنياً في الحي السكني الذي شهد الحادث، عقب سقوط الجسم على المنزل، في حين تسببت الحادثة كذلك بأضرار مادية في المنزل نتيجة اختراق الجدار، بالإضافة إلى تحطم زجاج عدد من المركبات والمنازل المجاورة، مما أدى إلى حالة من الذعر والهلع بين السكان.

وفي محافظة إربد أيضاً، وثق مقطع فيديو لحظة سقوط شظايا صاروخ بمنطقة وادي دير يوسف.

أما في محافظة العقبة، فقد وثق مقطع فيديو آخر، لحظة تدمير طائرة مسيرة داخل الأراضي الأردنية.

وفي منطقة الشونة الجنوبية التابعة لمحافظة البلقاء وسط المملكة، التهمت النيران أجزاء واسعة من إحدى المزارع إثر سقوط شظايا صاروخية.

ووفق ما يؤكد لـ"النهار" الخبير الاستراتيجي والأمني الدكتور عمر الرداد، فإن "الأردن، كغيره من الدول، يمتلك إمكانيات دفاعية مقبولة، بعضها مرتبط بالتكنولوجيا الحديثة، وهو قادر إلى حدٍّ كبير على حماية أجوائه. ومع ذلك، قد تنجح مقذوفات متبادلة بين الأطراف المتحاربة باختراق الأجواء الأردنية، وهذا أمر مفهوم عسكرياً، ومتعارف عليه في أوساط المحللين العسكريين، إذ لا توجد دولة قادرة على توفير حماية جوية بنسبة 100%".

وأضاف الرداد أن "الأردن سيواصل سياسته في المطالبة بوقف الأعمال القتالية، كونه متضرراً على الصعيد العسكري، وكذلك في إطار الأمن الوطني والاقتصادي. وسيبقى ملتزماً بحماية أجواء المملكة من أي تهديد أو اختراق، أياً كان مصدره".

 

اجتماع مجلس الأمن القومي

واليوم، ترأس العاهل الأردني الملك عبدﷲ الثاني اجتماعاً لمجلس الأمن القومي، جرى خلاله "بحث العدوان الإسرائيلي على إيران وما نتج عنه من تبعات على الإقليم"، وفق ما ذكر الديوان الملكي.

وشدد الملك على أن "الهجوم الإسرائيلي الذي يخالف القانون الدولي ويشكل تعدياً على سيادة إيران، سيكون له تبعات سلبية على زيادة التوتر وعدم الاستقرار"، مجددا التأكيد على موقف الأردن الثابت بأنه لن يكون ساحة حرب لأي صراع.

كما أكد الملك، بحضور الأمير الحسين بن عبدﷲ الثاني ولي العهد، أن الديبلوماسية والمفاوضات واحترام القانون الدولي هو ما يحقق الأمن والاستقرار في المنطقة، مشيرا إلى أن المملكة تواصل التنسيق إقليمياً ودولياً للتوصل إلى التهدئة الشاملة.

ووجه العاهل الأردني، رئيس الوزراء وزير الدفاع جعفر حسان إلى الحفاظ على أعلى درجات الجاهزية والتنسيق بين جميع أجهزة الدولة في التعامل مع الأحداث الراهنة، بما في ذلك اتخاذ الإجراءات التي تضمن أمن المملكة واستقرارها وسلامة مواطنيها، مشددا في الوقت ذاته على ضرورة مواصلة حث المواطنين على الالتزام بتعليمات السلامة الصادرة عن الجهات المختصة.

اقرأ أيضاً: قلق يتضاعف... أزمة المواجهات الإسرائيلية – الإيرانية تشتد على الأردن