نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لاوون الرابع عشر... "الوسطي الراديكالي" - تواصل نيوز, اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025 07:03 صباحاً
لن يُنتخب بابا أميركي قبل انحدار أميركا النهائي.
هل كان الكاردينال الأميركي الأسبق فرنسيس جورج محقاً في توقعه؟
ربما، كما ذكرت "النهار" سابقاً، "تكسب البابوية (حالياً) ما تخسره أميركا". لكن خبير شؤون الفاتيكان كريستوفر ألتييري يترك الجواب معلقاً. لا يُنقص ذلك من قيمة كتابه الصادر في تشرين الأول/أكتوبر تحت عنوان: "لاوون الرابع عشر: البابا الجديد والإصلاح الكاثوليكي". فهو يقدّم، من جملة ما يقدّمه، معطيات عدة تهمّ الساعين إلى فهم تطلعات البابا، بعد فهم أسباب انتخابه.
المؤمنون فرحون بانتخاب البابا (أ ب)
"لا أستطيع أن أُنتَخَب"
على رغم أنه لا يسرد بالضبط سيرة حياة البابا الجديد، واسمه الأساسي روبرت بريفوست، يبقى أن إضاءة الكتاب على محطات مفصلية من مسيرة لاوون الرابع عشر كافية لرسم تصورات أولية بشأن البابوية المنتظرة. من هنا على سبيل المثال، أهمية البحث في "أميركية" البابا، بما أنها كانت تمنع سابقاً لجوء الكرادلة إلى خيار من هذا النوع، خوفاً من دمج قوتين عظميين بيد شخص واحد. لهذا السبب، قال الكاردينال فرنسيس جورج ما قاله. حتى بريفوست نفسه، وحين أبلغه راهب أوغسطيني نبأ وفاة البابا فرنسيس متمنياً ألا يُنتخب خلفاً له تفادياً للصعاب، أجاب: "أنا أميركي، لا أستطيع أن أُنتَخَب".
بالحديث عن الرهبنة الأوغسطينية التي ترأسها البابا لولايتين، يستعرض ألتييري فلسفة مؤسسها القديس أوغسطينوس أسقف هيبون (الجزائر)، والتاريخ المضطرب الذي عاصره، بما يساعد على استنتاج بعض توجهات البابا حيال قضايا السلام والعدالة ودور الكهنة والكنيسة في المجتمع والدولة، كما في عالم شديد التقلب. إذاً، لماذا بريفوست بالتحديد؟
3 اعتبارات... 3 عوالم
حين حاولت التحليلات السابقة توقع اسم البابا الجديد، اعتمدت بشكل تقليدي على انقسام ليبرالي/محافظ، شمال/جنوب، في مجمع الكرادلة لإطلاق التكهنات. إنما كان للكرادلة أنفسهم رأي آخر . يخبرنا ألتييري أن ثلاثة اعتبارات كبيرة اندمجت في التصويت العام ضمن المجمع: التعب من بابوية فرنسيس التي صدمت كثراً بجرأتها لكن أيضاً بـ"تقلباتها" وعجزها عن إطلاق أي إصلاح، والاضطراب الاجتماعي السياسي حول العالم (كصعود الصين والذكاء الاصطناعي والآثار السلبية لوسائل التواصل الاجتماعي...) إضافة إلى التعطل الوظيفي والأزمة المالية في الفاتيكان.
البابا لاوون الرابع عشر (أ ب)
لقد "تواطأت" مسيرته ومهاراته اللغوية وخلفيته الإرسالية وخبرته القانونية في التوصية به. وأنْ يكون صعود بريفوست قد حصل تحت إشراف البابا فرنسيس، على رغم معرفة أنه اصطدم به، "جعله مرشحاً جذاباً"، كما كتب ألتييري. بعبارة أخرى، كان لاوون الرابع عشر "رجل ثلاثة عوالم": مولوداً في ثاني أكبر مدينة في أقوى دولة حول العالم، مع خبرة بالجنوب العالمي الفقير (بصفته أسقفاً سابقاً في البيرو)، وعلى دراية بعمل المدينة الأزلية. فهناك، خدم الرهبنة ونال أيضاً الدكتوراه في القانون الكنسي وترأس مجمع الأساقفة.
أين "وسطيته الراديكالية"؟
من ضمن المقارنات الكثيرة مع أسلافه، وهذا طبيعي بالنسبة إلى كاتب غطى خلال عمله أربع بابويات، يقترح ألتييري أن العبارة الأولى للاوون الرابع عشر بعد انتخابه كانت وسطية بالمقارنة مع إعلان بنديكتوس السادس عشر، وإلى حد ما فرنسيس، عدم استحقاقهما لهذا المنصب، وبين الرسالة المسيحية البحتة للبابا يوحنا بولس الثاني مع عبارة: "المجد ليسوع المسيح".
البابا لاوون الرابع عشر (أ ب)
لقد كانت عبارة "السلام عليكم" للاوون الرابع عشر مسيحية، إذ استخدمها المسيح بعد قيامته من الموت، لكنها كانت عالمية أيضاً لأنها التحية الشائعة بين المسلمين وبين سكان اليهودية في زمن المسيح. إذاً، يختار البابا الجديد عباراته بعناية. بالتالي، قد لا نسمع كثيراً كلمات مثيرة للجدل في الحبرية المقبلة، كما كان الأمر مع البابا فرنسيس. وفي المجمل، أخذت كلمات لاوون وملابسه بالاعتبار هواجس الناخبين الكرادلة من جميع التيارات. لقد مثّلت "مصالحة" و"تعزية"، بحسب ألتييري.
من المتوقع أن يكون للبابا الذي يصغي أكثر مما يتكلم، والذي يتمتع بعقل رياضي وتقني، (كان يصلح سيارته مستعيناً بالـ"يوتيوب") إمكانات كبيرة لقيادة الكنيسة في مواجهة العاصفة. فبتحليل ألتييري مع بعض التصرف، سيتعيّن على البابا إصلاح السفينة، لا في هدوء الميناء، بل وسط أمواج البحر ورياحه.







0 تعليق