نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي لـ"النهار": زيارة البابا لاوون تأكيد على لبنان الرسالة - تواصل نيوز, اليوم الجمعة 28 نوفمبر 2025 07:03 صباحاً
رأى مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي أنّ الزيارة البابوية المرتقبة إلى لبنان تحمل رسالة روحية واضحة تتمثّل في تعزيز التواصل بين مكوّنات المجتمع اللبناني، وإبراز أنّ هذا البلد الصغير لا يزال يشكّل جزءاً أساسياً من الرسالة الإنسانية التي حرص الفاتيكان على إيصالها إلى العالم. فالمسيحيون والمسلمون، وفق تعبيره، عاشوا في لبنان جنباً إلى جنب، وقدّموا نموذجاً حيّاً للعيش المشترك "يخاطب العالم كلّه".
وقال الغزاوي، في حديث الى"النهار"، إن "جوهر الزيارات الروحية إلى لبنان كان يهدف إلى حماية هذا النموذج الفريد وترسيخ التنوّع الذي ميّز الوطن"، وذكّر بأنّ رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس مجلس الوزراء نواف سلام وجّها، كل على حدة، دعوة رسمية الى مشيخة الأزهر لزيارة لبنان، معتبراً أنّ أي حضور للأزهر، إلى جانب الزيارة البابوية المرتقبة، يشكّل إشارة إضافية إلى أنّ لبنان، بتعدديته، يمثّل نموذجاً فعلياً للتعايش الإسلامي – المسيحي في المنطقة.
زيارة البابا لاوون تحمل دلالات
وفي قراءته لتوقيت الزيارة، أكّد الغزاوي أنّها تحمل دلالات سياسية ودينية في آن واحد. فلبنان، المنتمي إلى العالم العربي والقائم دستورياً على شراكة متساوية بين المسلمين والمسيحيين، كان محطة طبيعية لزيارة رعوية من البابا، لكنها في الوقت نفسه تمثّل زيارة ذات بعد مؤسساتي لشخصية تمثّل دولة كاملة هي دولة الفاتيكان.
ورأى المفتي أنّ لبنان يمرّ بـ"مخاض صعب" على مستوى مؤسساته وحدوده ووجوده، "ما جعل من الزيارة البابوية في تلك اللحظة الدقيقة محطة تحمل الكثير من المعاني، وربما الكثير من الوعد".
مفتي زحلة والبقاع الشيخ علي الغزاوي (الحساب الرسمي على فايسبوك)
لبنان أكثر من وطن… إنّه رسالة
واستعاد الغزاوي مقولة البابا يوحنا بولس الثاني الشهيرة: "لبنان أكثر من وطن… إنّه رسالة"، مشيراً إلى أنّ زيارة البابا تأتي لتجديد التأكيد على هذه الرسالة وعلى بقائها حيّة في وجدان اللبنانيين ومحبي لبنان حول العالم. وأضاف أنّ الدول الصديقة، وفي مقدّمها الكرسي الرسولي، واصلت الوقوف إلى جانب لبنان حتى يستعيد عافيته ويعود إلى أداء دوره الطبيعي.
وعن علاقة الزيارة بالاستقرار الداخلي، أوضح الغزاوي أنّ الاستقلال الحقيقي يحتاج إلى استقرار، وأن الدولة اللبنانية، عندما تستعيد انتظام مؤسساتها وإدارتها، ستتمكن من استعادة دورها التاريخي جسراً بين الشرق والغرب. "فلبنان كان وسيبقى هذا الجسر، ومن واجب الجميع الحفاظ عليه ليبقى رسالته مميّزة بين الأمم".
الاستقرار الإداري والشعبي
وفي ما خصّ ما إذا كانت الزيارة تهدف إلى دعم الاستقرار أو دعم الفئات الأكثر حاجة، أشار إلى أنّ الدول المانحة لم تتخلّ عن لبنان رغم أزمته، لكن المطلوب اليوم إدارة رشيدة تعيد ثقة العالم بالدولة. وشدّد على أنّ لبنان غنيّ بأبنائه وبمحبة الآخرين له، وأنّ الاستقرار الإداري والشعبي هو المدخل الأساسي لعودة الدعم الفعلي. وأضاف: "عندما تستقيم الإدارة وتترسّخ ثقة الناس والدول بلبنان، فلن يُترك لا من أبنائه ولا من محبّيه، وعندها ينعكس الأمان الاقتصادي والسياسي على جميع اللبنانيين".
اللقاء المسكوني
أما في ما يتعلّق بـاللقاء الروحي المرتقب (اللقاء المسكوني) الذي دُعي إليه مع رؤساء الطوائف، فأشار الغزاوي إلى أنّ اجتماعات الرؤساء الروحيين لم تنقطع أساساً، وأنّ القمم الروحية كانت دائماً ذات دور جامع في المحطات المفصلية. ويختم قائلاً: "تأتي الدعوة إلى هذا اللقاء في ظرف صعب لتؤكّد أنّ المؤسسات الدينية قادرة على الاجتماع على كلمة واحدة لصون وحدة الوطن، مؤسسات وشعباً. فلبنان، الذي يحتضن هذا التنوع الإسلامي – المسيحي، أثبت عبر مسيرته أنّ القمة الروحية جزء أساسي من استقراره ووحدته".







0 تعليق