نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
باريس تفتح قلبها وصالتها للصينيَّين سو لي وتشي هيفانجي - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 02:13 مساءً
باريس- أوراس زيباوي
تحت عنوان "قلوب بلا حدود" يقام للمرة الأولى في "مركز أوروبا" في الدائرة السادسة عشرة في باريس معرض يجمع بين لوحات الفنانَيْن الصينيَّيْن سو لي (من مواليد عام 1961) وتشي هيفانجي (1964)، في إطار نشاطات جمعية التبادلات الثقافية والاجتماعية الصينية الأوروبية ويهدف الى التعريف بالفن الصيني المعاصر في فرنسا.
يتمتع الفنانان بشهرة كبيرة في الصين والخارج. سبق لهما أن أقاما معارض في العواصم الغربية والشرقية ومنها الرياض ودبي.
سحر الجبال وخلفها الغيوم.
يضم المعرض الباريسي أربعين لوحة تعكس مدى استيحائهما من التراث الفني الصيني العريق مع انفتاحهما على المؤثرات الغربية ومنها إنجاز اللوحات الزيتية. تفيد المراجع التاريخية ان الفنانين الصينيين انفتحوا منذ قرن على الفنون الأوروبية وتعلموا استعمال الألوان الزيتية كما تعرفوا الى نتاج كبار الفنانين الأوروبيين الذين برعوا في فن البورتريه وفن المشهد الطبيعي.
عند تأملنا في أعمال الفنان سو لي يتبين إعجابه بلوحات الفنان ليوناردو دافنشي، أحد أعلام عصر النهضة الإيطالية، وفي الأخص أسلوب رسمه للجبال والأنهار. لكن الفنان الصيني لا يسقط في التقليد بل يمنح لوحته خصوصية واضحة، فيستعيد كذلك أجواء رسوم الجبال في الفنون الصينية القديمة التي تتميز بجمالية عالية وتشع قوة روحية من حولها، حيث الحوار مع الطبيعة بأبهى صورة. يدمج سو لي العناصر الفنية الشرقية والغربية بأسلوب مميز قائم على الدراسة المتينة للتخطيط والرسم والألوان في ممارسة إبداعية حديثة تهدف الى كسر الحواجز بين الثقافات والقوميات وبروح شعرية طالعة من الفلسفة الصينية.
سمفونية الألوان وعناصر الطبيعة.
أما الفنان تشي هيفانجي فيلجأ الى الألوان الزيتية والحبر الصيني، يرسم الجبال والمطر والمناظر الريفية فتبدو الأماكن خارج الأزمنة ذات طابع مقدس يدعو الى التأمل والسكينة.
الطبيعة هنا ملجأ الباحثين عن الصمت بعيدا من صراعات العالم. إن الاهتمام برسم عناصر الطبيعة ليس بجديد للفنانين الصينيين، فمنذ بداية مرحلة القرون الوسطى انكب الفنانون على رسم الجبال والأنهار والطيور والزهور والحدائق التي قدمت نماذج جمالية عالية يتشاركها الفنانون مع الشعراء. وتشكل لوحات كل من الفنانين سو لي وتشي هيفانجي المعروضة اليوم في باريس استمرارية لهذه التقاليد الفنية بدون الوقوع في الجمود والتقليد ومع الانفتاح على تيارات الفن الحديث بلغته العالمية.
مشهد طبيعي خلال فصل الصيف.
يأتي اليوم هذا المعرض ضمن سلسلة من التظاهرات الثقافية التي تعرفها العاصمة الفرنسية للتعريف بالفنون الصينية في الماضي والحاضر خاصة لمناسبة مرور أكثر من ستين عاما على العلاقات الديبلوماسية الفرنسية الصينية. لا تقتصر العلاقات على الشراكة الاقتصادية بل تشمل الثقافة بمعناها الواسع ومنها إقامة المعارض في باريس وبناء المتاحف في الصين على يد معماريين فرنسيين مكرسين كالمعماري جان نوفيل. ويبقى الهدف تعزيز التعاون الثقافي والابداع المشترك بين البلدين.










0 تعليق