صحيفة تواصل - من بين الابتكارات العالمية، التي احتضنها معرض "جيتكس جلوبال 2025"، برزت الإمارات بإعلان تقني لافت يجسد مكانتها كدولة تقود التحول الرقمي على مستوى المنطقة والعالم. فقد كشفت شركة إي آند الإمارات (e& UAE)، التابعة لمجموعة التكنولوجيا العالمية إي آند (e&)، عن تطوير أوّل نموذج أولّي في العالم لشبكة الألياف الضوئية السلبية بسرعة 200 جيجابت في الثانية (200G PON)، في إنجاز يؤكّد قدرة الدولة على الانتقال من استخدام التكنولوجيا إلى صناعتها وابتكار مستقبلها.

وتعد تقنية 200G PON إنجازاً نوعياً في عالم شبكات الاتصال الثابت، إذ تتيح سرعات غير مسبوقة تصل إلى 200 جيجابت في الثانية لكل ليف ضوئي، ما يعني توفير خدمات إنترنت فائق السرعة للمنازل والشركات والمدن الذكية مع أقل قدر من التغيير في البنية التحتية الحالية. وبعبارة مبسطة، تمثل هذه التقنية جيلاً جديداً من الألياف الضوئية القادرة على نقل كميات هائلة من البيانات بسرعة واستقرار يلبيان احتياجات المستقبل الرقمي.

وإلى جانب أدائها الفائق، تتميز تقنية 200G PON بكفاءتها العالية في استهلاك الطاقة، إذ تعتمد على أساليب تعديل متقدّمة (Advanced Modulation Techniques)، وتقنيات معالجة الإشارات الرقمية (Digital Signal Processing)، التي تقلل من استهلاك الطاقة وتزيد من كفاءة نقل البيانات، مما يجعلها خيارًا مستدامًا يوازن ما بين الأداء العالي والحفاظ على البيئة.

كذلك، تتيح هذه التقنية دمج خدمات متعدّدة ضمن بنية ألياف واحدة، تشمل الإنترنت المنزلي عالي السرعة، وربط المؤسسات، ونقل بيانات شبكات الجيل الخامس (5G)، والبنى التحتية للمدن الذكية، مع الحفاظ على التوافق العكسي مع شبكات النفاذ الضوئي القائمة، مما يسهل عمليات الترقية والتطوير مستقبلاً.

يأتي هذا التطور ليرسّخ مكانة الإمارات كواحدة من الدول الرائدة عالمياً في الابتكار والتقنيات المستقبلية، ويدعم رؤيتها في بناء اقتصاد معرفي قائم على التكنولوجيا والابتكار المستدام، كما يعكس المشروع التزام مجموعة إي آند بدعم التحول الرقمي للدولة، عبر تطوير شبكات اتصال قادرة على مواكبة التطبيقات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء والبنى التحتية للمدن الذكية.

وبهذا الإنجاز، تؤكد الإمارات حضورها كدولة تضع الابتكار في صميم نهضتها التنموية، وتبرهن قدرتها على تحويل الرؤى الوطنية إلى مشاريع ملموسة تُسهم في صياغة مستقبل الاتصالات عالمياً، كما يعكس الإعلان من "جيتكس 2025" عمق التزام الدولة بتسريع التحول الرقمي وتعزيز تنافسيتها التقنية، لترسخ موقعها كمحور رئيسي في الاقتصاد الرقمي العالمي.