عاجل

المنظفات المنزلية ليست دائماً آمنة... تعرّف إلى أخطارها - صحيفة تواصل

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
المنظفات المنزلية ليست دائماً آمنة... تعرّف إلى أخطارها - صحيفة تواصل, اليوم الخميس 16 أكتوبر 2025 09:14 صباحاً

صحيفة تواصل - هل فكرت يوماً في أنّ رائحة النظافة التي تملأ منزلك قد تكون في الحقيقة غازاً ساماً يتسلّل إلى رئتيك؟ فبين فقاعات الغسيل، تختبئ جزيئات كيماوية دقيقة قادرة على إحداث أضرار تراكمية في جسمك من دون أن تشعر بذلك، من تهيّج بسيط في الجلد إلى اضطرابات هرمونية وتنفسية خطيرة. الخطر يكمُن أيضاً في هواء منزلك، بسبب الاستخدام اليومي للمطهّرات ومعطرات الجو ومنظفات الأسطح. 

فالمنظفات المنزلية ليست ضارة فقط عند لمسها أو استنشاقها مباشرة، بل تساهم أيضاً في تلويث الهواء الداخلي والتأثير في صحة الإنسان بشكل تراكمي، هذا ما تؤكّده دراسة " Cleaning products: Their chemistry, effects on indoor air quality, and implications for human health".

وتشرح الدراسة أنّ المنظفات تؤثر في جودة الهواء الداخلي، خصوصاً في الأماكن المغلقة، ما يؤدي إلى ارتفاع مستويات الملوثات الهوائية المضرة، وانخفاض جودة الهواء الداخلي بنسبة قد تصل إلى خمس مرات أسوأ من الهواء الخارجي. وقد يؤدي التعرض لها إلى تهيّج العيون والأنف والرئتين، خصوصاً لدى الأطفال وكبار السن، وإلى زيادة معدلات الربو وأمراض الجهاز التنفسي بين العاملين في التنظيف والمستخدمين المنزليين. وبعض المواد مثل الفتالات (Phtalates) والبارابين (Parabens)، تعمل كمُعطّلات هرمونية (endocrine disruptors)  قد تؤثر في  الخصوبة والمناعة على المدى الطويل.

اكتشف التركيبات لترصدها على الملصقات!

يوضح البروفيسور جوزيف صعب رئيس الفريق البحثي ThEA المتخصِّص في الكيمياء التحليلية والاستشعار بيو- كيميائي في جامعة الروح القدس-الكسليك، لـ"النهار"، أنّ التركيبات الكيميائية للمنظفات التجارية تحتوي عموماً على المكونات الأساسية التالية: السطحيات (surfactants) ، مليّن الماء (water softeners) ، الأنزيمات التي تساعد على تحلّل الاوساخ بحسب طبيعتها العضوية (Protease, Amylase, Lipase, Cellulase, Mannanase)، والمبيضات (bleaching agents).

تضاف إلى هذه التركيبات بعض المكونات بمعايير تختلف بحسب وجهة الاستعمال ووظيفة المنتَج، مثل مواد التبييض البصرية (Optical brightners) ، معدّلات الرقم الهيدروجيني(pH adjusters) ، العطور(Fragrances) ، المواد الحافظة أو المثبتة (Preservatives/ stabilizers) ، ومطهّرات وملينات للأقمشة (Quaternary Ammonium Compounds-Quats).

وإلى هذه التركيبات والمواد المذكورة أعلاه، يذكر صعب احتمال إضافة مواد كيميائية تُوصَف بـ"المواد السامة الأبدية"، وتُعرف بـ "طرادات الماء/الزيوت" من عائلة Per- and Polyfluoroalkyl Substances، أو ما يُعرف بالـ PFAs مثلPFOA.

أمراض "نظيفة"!

في الحديث عن تأثير هذه المواد على صحة الإنسان، يستشهد صعب بقول العالم الفرنسي كلود برنارد:"كل شيء سام، ولا شيء سام، كل شيء يعتمد على الجرعة" (Everything is poison, nothing is poison; it all depends on the dose). ويضيف أنّ الأدلة الوبائية لعلاقة مباشرة بين استخدام منزلـي عادي ومنظفات معينة، وبين سرطان محدّد ليست حاسمة، لكن التعرّض المزمِن لبعض المركبات المخرّشة أو السامة يتطلّب الحذر، لأنّ التأثير يختلف بحسب المركَّب وخطورته والجرعة ومدة التعرض.
وبحسب صعب، تكمن الخطورة في إطالة وقت التعرض (Human  Exposure) في الأمكنة المغلَقة، خصوصاً أنّ انبعاثات عطرية ومركبات عضوية تتطاير(VOCs) من المنظفات عند الاستعمال. هذه المكوّنات مرتبطة بتحرّكات كيميائية داخل المساحة المغلَقة أو المنزل وتؤدي إلى تلوث الهواء الداخلي، ما يؤدي بدوره بالحد الأدنى إلى تهيّج تحسسي جلدي (contact dermatitis) أو تهيّج مزمن للجهاز التنفسي أو في بعض الحالات قد يتلف جزء منه بشكل غير قابل للترميم. هذا إذا ما سلّمنا جدلاً بأنّ تركيبة هذا المنظف لا تحتوي على "مثبت العطور" من عائلة الفتاليت (Phthalates)، فهذه المواد تسبب انخفاضاً حاداً بإنتاج هرمونات الذكورة التستوستيرون. أمّا وجود بعض "السطحيات" القديمة من عائلة الكيل فينول ايتوكسيلات (alkyl-phenol ethoxylates-NPEs) في تركيبة المنظف، فيكون بمثابة معطلات هرمونية في جسم الإنسان (Endocrine disruptors) .

وأكّدت دراسات عديدة وحديثة قام بها الفريق البحثي الذي يقوده صعب عن مدى تحلّل وتطاير هذه المكونات الضارة، ثبات خصائصها الكيميائية في المدى الحراري المنزلي والصناعي.

ويلفت صعب إلى أنّ الـ PFAs تكاد أن تكون المركبات شبه الوحيدة المصنَّفة "صراحة" من قِبل "الوكالة الدولية لأبحاث السرطان" (IARC) على أنّها "من الممكن أن تكون مسرطِنة للبشر المجموعة 2B"، أضف إليهاPFOS كمسبِّب إضافي لسرطان الخصية وتلف الكبد. وعدا عن كونها طاردة للماء والدهون، أي أنّها لا تذوب في المياه ولا في الدهون ولا تتبخّر في الهواء، فهي تستقر كيميائياً، ما يساهم بوجود كيميائي فاعل لها، متراكم وضار في بيئتها الحاضنة أكانت بيولوجية بشرية أو بيئية طبيعية. 

ووجد بحث لـ"مجموعة العمل البيئي" عن التأثيرات الصحية للمنظفات، أنّ في السوق الأميركية أكثر من 2000 من المنظفات قد تحتوي على مواد مرتبطة بمشاكل صحية بما في ذلك الربو والحروق الكيميائية ومخاطر الإصابة بالسرطان.

تأثير غير مباشَر أو مضاعَف!


ومن غير اللمس والتنشق المباشِر، يمكن أن يكون تعرّض الإنسان غير مباشر، مثل ارتداء الملابس المغسولة بمساحيق الغسيل والمساحيق العطرّية للأنسجة، والنوم على أغطية الأسرّة والمخدات التي تم غسلها بهذه المنتجات. ويورد صعب أنّ الـPFAs، كمادة تلتصق على أنسجة الملابس، إذا تم كوي القماش هذا، سيتصاعد منه بخار سيتسبّب بدوره بانتقال هذه المادة على شكل غازات، وهنا سيكون التعرّض مضاعَفاً بشكل مباشر عبر التنشق وغير مباشَر عبر الارتداء. والضرر سيقع أيضاً على الشخص الموجود في غرفة الغسيل ومَن يسحب هذه القطعة من الغسالة فور انتهاء غسلها، فهو معرَّض لتنشّق الغازات المنبعثة من الـPFAS والـ Phtalates والNonylphenol، بفعل تعرّضها لحرارة عالية. 

أخطار إضافية!

وقول أستاذ الكيمياء الطبية في الجامعة اللبنانية الأميركية الدكتور روبي طالب أنّ هناك العديد من المواد الكيميائية مثل ديوكسان (مادة مسرطنة محتمَلة توجد في الشامبو والمنظفات، ومركبات الأمونيوم الرباعية وهي مواد مهيِّجة توجد في مبيضات الغسيل ومطهرات الأرضيات، ولا توجد لوائح صارمة في الولايات المتحدة ولا في أوروبا على رغم من آثارها على الأشخاص المصابين بالربو).

وتُشير الدراسات على الحيوانات إلى أنّ التعرّض المُزمن لكلوريد البنزالكونيوم (DDAC) يُمكن أن يُقلّل الخصوبة، ويُعطّل دورات الشبق، ويُغيّر مستويات الهرمونات الستيرويدية (بخاصةً البروجسترون والإستروجين).

ما هي سبل الوقاية؟


يجيب صعب بنصائح عديدة:
- تجنّب المنظّفات المتعددة الاستخدامات غير الواضحة المكوّنات.
-اختر المنتجات الصديقة للبيئية (Ecofriendly) ذات الانبعاثات المنخفضة (VOCs-free).
- اختر منتجات  PFAS-freeأو NPE-Free أو  Phtahlate-Free.
-  تجنّب مطرّيات القماش التي تحتوي مركبات الأمونيوم الرباعي(Quats).
- تجنّب مساحيق تُنتَج على هيئة غبار رقيق واستبدال سوائل أو كبسولات مغلّفة بها، أو سكب المسحوق بعيداً عن الوجه لتقليل الاستنشاق.
- لا ترش معطِّر الجو مباشرة داخل الغرف، إنّما استبدل به  الروائح التي تتبخر بهدوء.
-عند استعمال المنظّفات إفتح النوافذ أو شغّل المروحة لتجديد الهواء واستعمل الكمية الموصى بها فقط، فزيادة المنظّف لا تعني نظافة أكثر.
- ارتدِ القفازات، وإذا كان المنتج قويّاً أو على شكل بخاخ، استخدم كمامة خفيفة.
- لا تخلط المواد معاً (بخاصة المبيضات + الخل أو الأمونيا) لأن ذلك ينتج غازات سامة.
- خزن المنظّفات في مكان بارد وجاف.
-لا تترك العبوات مفتوحة أو بالقرب من مصدر حرارة أو شمس مباشرة.
-لا تُعيد تعبئة عبوة فارغة بمنتج آخر من دون وسمها بوضوح.
-لا تجفف الملابس داخل المنزل بعد غسلها، فهذا يرفع نسبة التعرّض إلى هذه المواد.
- إحرص على تهوئة المكان خلال وبعد وتنظيفه.
 - إحرص على تهوئة دائمة للمنزل يومياً لبضع دقائق.

ماذا عن فعالية المنظفات المنزلية البديلة؟


تنتشر خلطات ووصفات تنظيف منزلية، تعتمد على الخل أو الملح أو بيكربونات الصوديوم، والليمون، وغيرها من المكونات الموجودة في المنازل. وعن فعاليتها، يوضح صعب أنّها تُعتبر آمنة، لكنّها تبقى محدودة الفعالية، ولا تحلّ بديلاً من منتجات التنظيف. ورغم أنّ أغلب المنتجات المنزلية هذه فعالة على الأسطح مثل الزجاج والمعادن، إلّا أنّها غير فعالة على البقع الصعبة والدهون العنيدة، إضافة إلى أنّ معظمها ليس مطهّراً فعّالاً بالكامل، فمثلاً الخل والليمون يمكن أن يقضيا على بعض البكتيريا، لكن ليس على الفيروسات أو الفطريات الصامدة. أيضاً، تسبب هذه البدائل عادةً تغيّراً في اللون أو تلفاً في  الألياف عند سوء الاستخدام، لكنها بالتأكيد أكثر صداقة للبيئة: قابلة للتحلل وغير سامة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق