تواصل نيوز - تبدو إسرائيل وكأنها ترفع مستوى التحذير بينما تعيد التموضع استعداداً لجولة عنف جديدة، مع ارتفاع انتهاكات وقف النار في غزة ولبنان وتصعيد اللهجة مع إيران. فالتقارير الإسرائيلية تؤكد تسريع طهران تطوير قدراتها الصاروخية وتفعيل وكلائها، ما يدفع تل أبيب لتوسيع خياراتها العسكرية والاستعداد لقتال ثلاثي في إيران ولبنان وغزة.

  أفاد تقرير لصحيفة "معاريف" العبرية بأن إيران تصعّد جهودها العسكرية داخلياً وخارجياً، مركّزة على تطوير منظومة صواريخها البالستية وزيادة منصات الإطلاق بعد دروس حرب الاثني عشر يوماً.

وإدراكاً لعجزها عن مواجهة إسرائيل مباشرة، توسّع طهران نفوذها عبر أذرعها الإقليمية، ما يدفع الجيش الإسرائيلي للاستعداد الدائم وتوسيع عملياته في ساحات عدة. وبحسب التقرير، تعمل على إعادة بناء قدرات وكلائها لتضييق الخناق على إسرائيل بدءاً من الحوثيين في اليمن، مروراً بالميليشيات الشيعية في العراق وحتى في سوريا، و"حزب الله" والمنظمات الفلسطينية في لبنان، وصولاً إلى إغراق الفلسطينيين بكميات هائلة من الأسلحة ومحاولة إعادة تأسيس الكتائب المسلحة في الضفة الغربية.

ويقول الباحث في الشأن الإسرائيلي ياسر منّاع لـ"النهار" إن "القيادة الإسرائيلية تُصرّ، منذ انتهاء الجولة الأخيرة مع إيران، على أن القتال قد توقف لكن الحرب لم تنتهِ، وأن لدى إسرائيل "صندوق أدوات" واسعاً ستستخدمه عند الحاجة، في ظلّ قناعة راسخة بأن إيران لن تكفّ عن السعي إلى العتبة النووية". 

ويضيف: "هذه الرسالة تعكس استعداداً إسرائيلياً لمواجهة جديدة مع طهران، غير أن شكل هذه المواجهة وتوقيتها يظلان عصيَّين على التحديد. إذ يمكن أن تتراوح بين ضربات موضعية، أو تصعيد واسع، أو استمرار حرب الظلّ والاستخبارات"، و "في كل الأحوال، فإن المبدأ الإسرائيلي في إدارة الصراع اليوم يقوم على المبادرة والضربات الاستباقية، سواء في الساحات القريبة مثل لبنان وغزة، أو في الساحة الإيرانية المباشرة، بهدف تعطيل قدرات الخصوم ومنعهم من تثبيت معادلات ردع جديدة في الشرق الأوسط".

وبحسب ما نقلت "يديعوت أحرونوت"، تعمل إسرائيل حالياً على إعداد خطة هجومية تشمل ضربات جوية مكثفة في لبنان، وعمليات موجهة ضد بنية "حماس" العسكرية في غزة، إلى جانب احتمال تنفيذ هجوم استباقي ضد منشآت صاروخية ونووية داخل إيران، فيما ذكرت صحيفة "جيروزاليم بوست" أن تقديرات عسكرية تشير إلى أن "حماس" تنسق بشكل وثيق مع "حزب الله" وإيران، لإحياء وإعادة بناء ما يُعرف بمحور المقاومة. ونقلت عن مسؤولين إسرائيليين قولهم إنهما يعملان بتمويل إيراني على إعادة بناء البنى التحتية العسكرية.

وكشفت "القناة 14" أن إسرائيل تنتقل من هجمات نسبية محدودة إلى "موجات من الهجمات" في لبنان. وأشارت إلى أنه "من غير المستبعد أن تتزايد الهجمات وصولاً إلى تصعيد كامل أو نزع سلاح حزب الله".

.