نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطة إستراتيجية لتحويل سوريَة إلى مركز إقليمي للبيانات - تواصل نيوز, اليوم الأحد 23 نوفمبر 2025 05:44 مساءً
تواصل نيوز - في خطوة تعكس توجهًا حكوميًا واضحًا نحو تعزيز دور سوريَة في خريطة الاتصالات الإقليمية، كشف معالي وزير الاتصالات وتقانة المعلومات، عبد السلام هيكل، عن تفاصيل خطة إستراتيجية بعيدة المدى تعمل عليها الوزارة حاليًا، تهدف إلى تحويل البلاد إلى مركز إقليمي لنقل البيانات والاتصالات الدولية، وذلك عبر تطوير شامل للبنية التحتية الرقمية وإعادة الربط العالمي وتمكين الاندماج الكامل في النظام التقني الدولي.
وقد جاءت تصريحات الوزير خلال لقاء صحفي مع عدد من الإعلاميين على هامش فعاليات الدورة الحادية عشرة لمعرض سيريا هايتك لتكنولوجيا المعلومات والاتصالات، الذي تقام فعالياته على أرض مدينة المعارض بريف العاصمة السورية، دمشق، بمشاركة واسعة تضم نحو 225 شركة محلية وعربية ودولية متخصصة في الاتصالات، والتكنولوجيا، والتحول الرقمي، والذكاء الاصطناعي.
تحسين واقع الإنترنت:
وأوضح الوزير هيكل أن الوزارة تعمل على تنفيذ مجموعة من المشاريع المحورية الهادفة إلى تحديث واقع الإنترنت في سوريَة جذريًا، وفي مقدمتها مشروعا سيلك لينك وبرق نت.
وبحسب الوزير هيكل، يهدف مشروع سيلك لينك إلى إنشاء شبكة ألياف ضوئية رئيسية وطنية تمتد عبر الأراضي السورية وربطها إقليميًا، لتصبح ممرًا لنقل البيانات والاتصالات الدولية، بما يعزز دور سوريَة الجغرافي كصلة وصل بين الشرق والغرب.
وأما مشروع برق نت، فيركز على بناء شبكة ألياف ضوئية للوصول مباشرة إلى المستخدم النهائي (FTTH)، بما يتيح توفير سرعات إنترنت عالية وثابتة للمنازل والشركات، ويضع سوريَة على خط المنافسة الإقليمية في خدمات النطاق العريض.
وأكد الوزير أنه سيتم دمج مشروع برق نت مع مشرع سيلك لينك فور اكتمال تنفيذ الشبكة الأساسية، بما سيضمن خدمة إنترنت أسرع، أكثر استقرارًا، وأكثر أمانًا في مختلف المحافظات، مع تقليل الأعطال وزيادة موثوقية الخدمة.
توسيع الشبكات وتحديث البنية التحتية:
وفي سياق متصل، أشار الوزير هيكل إلى أن فرق العمل في وزارة الاتصالات وتقانة المعلومات تواصل تنفيذ مشاريع موازية تهدف إلى تحديث البنية التحتية التقليدية والرقمية، وتشمل:
- توسيع التغطية الهاتفية في المناطق التي تعاني ضعف الخدمات.
- نشر أبراج اتصالات جديدة في المحافظات كافة، وخصوصًا المناطق الريفية والنائية.
- تحسين جودة الصوت والإنترنت عبر تحديث المقاسم والشبكات القديمة.
- ضمان أسعار مناسبة وتنافسية للمواطنين مع تحسين مستوى الخدمة.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوات تأتي في ظل الحاجة المتزايدة إلى تطوير قطاع الاتصالات، الذي يُعدّ حجر الأساس لجهود التحول الرقمي، سواء على مستوى المؤسسات الحكومية أو القطاع الخاص أو خدمات المستهلكين.
وفي المنحى ذاته، أكد الوزير هيكل خلال كلمة له في فعاليات الملتقى الأردني السوري للاتصالات وتكنولوجيا المعلومات أن القطاع التقني في سوريَة اليوم يحتاج إلى إدخال العديد من المفاهيم الحديثة التي تطورت عالميًا في السنوات الماضية، مثل الأمن السيبراني، وحماية البيانات، وأنظمة التحول الرقمي، لافتًا إلى أن الوزارة تعمل حاليًا على تحديث هذه المفاهيم ضمن خطة إستراتيجية.
وأشار الوزير هيكل إلى أن بناء وتطوير الكفاءات الوطنية يشكل محورًا أساسيًا للنهوض بقطاع الاتصالات، مشددًا على امتلاك سوريَة طاقات بشرية قادرة على التطور السريع بالتكامل مع الخبرات الأردنية، لافتًا إلى أن الوزارة بالتنسيق مع هيئة الاستثمار تعمل على جذب استثمارات إقليمية ودولية، وتعزيز بيئة ريادة الأعمال التقنية، وتوفير الأطر اللازمة لنمو الشركات الناشئة.
وبيّن الوزير هيكل أن انعقاد هذا الاجتماع في دمشق يشكل لحظة تاريخية لم تتحقق منذ سنوات طويلة، وأن ما يجمع سوريَة والأردن من روابط اجتماعية واقتصادية يجعل من هذا اللقاء خطوة طبيعية، وإن جاءت بعد مرحلة صعبة امتدت لسنوات.
فعاليات مهمة:
ويُعد معرض سيريا هايتك الذي انطلقت دورته هذا العام بمشاركة قياسية، إحدى أبرز الفعاليات السنوية في مجال التكنولوجيا في سوريَة. ويقدم المعرض مساحة واسعة لعرض أحدث الابتكارات في:
وتأتي مشاركة هذا العدد الكبير من الشركات المحلية والعربية والدولية لتؤكد الاهتمام المتزايد بسوق التكنولوجيا السورية، ولا سيما مع بدء مشاريع بنية تحتية واسعة قد تغيّر شكل القطاع خلال السنوات القادمة.
ورغم التحديات الاقتصادية والتقنية التي تواجهها سوريَة، فإن المشاريع التي أعلنتها وزارة الاتصالات تشير إلى مرحلة جديدة من إعادة بناء قطاع الاتصالات، وربما تمهّد لإعادة موقع البلاد معبرًا إقليميًا إستراتيجيًا لحركة البيانات الدولية، بما يساهم في دعم اقتصاد المعرفة وفتح الباب أمام استثمارات تقنية مستقبلية.
ومع استمرار تنفيذ المشاريع الحالية، يعلّق الكثير من السوريين الأمل على رؤية شبكة إنترنت أكثر موثوقية وتطورًا، تكون قادرة على مواكبة التطورات العالمية وفتح آفاق جديدة في مجالات التعليم والبحث والعمل مِن بُعد والصناعة الرقمية.
نسخ الرابط تم نسخ الرابط













0 تعليق