"طوفان" ترامب من غزة إلى إيران على وقع إنجاز المرحلة الأولى من الخطّة الأميركية - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"طوفان" ترامب من غزة إلى إيران على وقع إنجاز المرحلة الأولى من الخطّة الأميركية - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 14 أكتوبر 2025 05:59 صباحاً

تواصل نيوز - إذا لم تُترجم الأقوال والتعهدات الدولية إزاء غزة إلى التزامات وأفعال على أرض الواقع، فإن كل التأكيدات الصادرة عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في هذا الشأن يمكن أن تبقى مجرد صدى لكلام تردّد في قمة شرم الشيخ الأولى قبل 30 عاماً.
منذ حصوله على موافقة الأطراف المعنيين على الخطة الأميركية، وترامب أكّد وهو في طريقه إلى إسرائيل أن الحرب في غزة "انتهت"، وليعلن أمام الكنيست أن "هذا هو الفجر التاريخي للشرق الأوسط الجديد".
لكنّ لرئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو رأياً آخر، عندما أكّد قبيل استقباله ترامب بساعات، أن "المعركة لم تنتهِ بعد". والملاحظ أن نتنياهو استخدم كلمة "معركة" بدلاً من "حرب"، كي لا يبدو كأنه يردّ مباشرة على ترامب. وتكفّل وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس بإطلاق موقف يُستشفّ منه وكأن إسرائيل تستعدّ لاستئناف العمليات العسكرية بعد استعادة الأسرى.
قد يكون عادياً جداً أن تسود حالة من التوتر الشديد في غزة عقب عامين من الحرب. و"حماس" بدورها تُظهر تحدّياً بخروج شرطتها مجدداً في المناطق التي انسحبت منها إسرائيل في اليومين الماضيين.

 

مقاتل من كتائب القسام يثبت عصبة على جبهة رفيقه في جنوب دير البلح في وسط قطاع غزة. (أ ف ب)

 

لا يبدّد ذلك أن ثمة تصميماً من ترامب على عدم عودة القتال إلى غزة، التي لا يُخفي طموحه أن "تطأ قدماه أرضها". هو تصميم مدفوع بثقل الولايات المتحدة المادي والمعنوي، وبنبرة لا تخلو من الحدة عندما سُمِع ترامب يقول لنتنياهو: "لا يمكنك محاربة العالم كله".
لم يكن محض صدفة هذا التوقيت بين وصول ترامب إلى مطار بن غوريون في تل أبيب، وإطلاق "حماس" الأسرى الإسرائيليين العشرين الأحياء الذين كانوا لا يزالون محتجزين لديها، في مقابل الإفراج عن مئات الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية، تنفيذاً للمرحلة الأولى من الخطة الأميركية.
وهذا ما يؤكد أن ترامب، منذ إعلانه الخطة في 29 أيلول/سبتمبر الماضي، هو من تسلّم إدارة ملف غزة. وفي الوقت عينه، بدا أن "حماس" قد سلّمت الأسرى لترامب وليس لنتنياهو، الذي تراجع خطوة إلى الوراء للمرة الأولى منذ عامين. جاء تدخّل ترامب في اللحظة التي، وفق الكاتب في صحيفة "هآرتس" جدعون ليفي، "لم يعد هناك احتمال لأن ينقذ الإسرائيليون أنفسهم من الهوة الأخلاقية التي تدهوروا إليها".
وهذا يوضح كيف أن أقارب الأسرى الإسرائيليين خلال تجمعاتهم الأخيرة في تل أبيب كانوا يهتفون لترامب، ولم يلقَ دفاع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف عن دور نتنياهو في التوصل إلى اتفاق لاستعادة الأسرى استحسان الحضور، بل علت صيحات الاستهجان. وهناك تساؤلات كثيرة حيال أسباب عدم قبول نتنياهو بتسوية قبل الآن، عندما كان عدد الأسرى الأحياء أكثر من 20. ذلك عائد، كما بات معلوماً، إلى الحسابات السياسية التي كانت تحرّك قرار صانعي القرار في إسرائيل أكثر من أي اعتبارات أخرى.
من "طوفان الأقصى" إلى "طوفان" ترامب، تبدّلت إسرائيل وتبدّل الشرق الأوسط. وهذا أهم اختبار يواجه الرئيس الأميركي، وعلى مدى نجاحه في تحقيق الاختراقات، يستطيع أن يصنع إرثاً سياسياً عجز رؤساء الولايات المتحدة عن تحقيقه منذ عقود.
ويدرك أيضاً أن هذا يتطلّب "مدّ يد الصداقة لإيران"، وعدم تصوير الجهود الأميركية على أنها عبارة عن بناء تحالف إقليمي لمواجهة طهران.
وعلى مدى تنفيذ التزامات ترامب والالتزامات الأوروبية والعربية، يتوقف مسار الخطة الأميركية التي تُعتبر مراحلها المقبلة بمثابة من يتحسّس طريقه في غرفة مظلمة. وهكذا هي حال المنطقة بكاملها.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق