كشفت دراسة علمية حديثة، شملت تحليلاً واسعاً للسجلات الصحية، أن الأشخاص المصابين بانقطاع النفس الانسدادي أثناء النوم (OSA) الذين لا يتلقون علاجاً لحالتهم، يواجهون خطراً مضاعفاً للإصابة بمرض باركنسون مقارنة بمن يستخدمون أجهزة العلاج الطبية، مؤكدة أن التدخل العلاجي باستخدام جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) يمكن أن يقلل من هذا الخطر بدرجة ملحوظة.

واعتمدت الدراسة على تحليل بيانات صحية إلكترونية ضخمة لأكثر من 11 مليون من قدامى المحاربين في الولايات المتحدة، تلقوا الرعاية الطبية على مدار أكثر من عقدين، ما منح النتائج موثوقية إحصائية عالية.

تأثير العلاج الوقائي

أشارت النتائج إلى أن المرضى الذين لم يستخدموا جهاز الضغط الهوائي الإيجابي المستمر (CPAP) كانوا أكثر عرضة للإصابة بمرض باركنسون بمقدار الضعف مقارنة بمن واظبوا على استخدام الجهاز كعلاج لانقطاع التنفس.

وأكد الباحثون أن استخدام هذا الجهاز لا يسهم فقط في تحسين جودة النوم، بل يلعب دوراً وقائياً ضد التدهور العصبي.

وفي هذا السياق، أوضح لي نيلسون، الأستاذ المساعد في علم الأعصاب بجامعة أوريجون، أن توقف التنفس المتكرر ليلاً يسبب انخفاضاً متواصلاً في مستوى الأكسجين الواصل إلى الجسم والدماغ.

ويرجح الباحثون أن هذا النقص المزمن في الأكسجين، على مدى سنوات، يؤثر سلباً على عمل الخلايا العصبية في الدماغ، مما يفسر فعالية جهاز (CPAP) في تعزيز مقاومة الدماغ للأمراض التنكسية العصبية، ومن بينها باركنسون.

دعوة لتعزيز الوعي الطبي

وأكد الباحثون أن العلاقة بين انقطاع النفس غير المعالج ومرض باركنسون ظلت قوية ومستقلة، حتى بعد أخذ عوامل الخطر الأخرى مثل العمر، السمنة، وارتفاع ضغط الدم بعين الاعتبار.

وخلصت الدراسة إلى توصية بضرورة تعزيز الوعي الطبي بالفوائد الوقائية لأجهزة علاج انقطاع التنفس، لا سيما لدى كبار السن والأشخاص المعرضين لمخاطر الأمراض العصبية.

كما فتحت نتائج البحث آفاقاً جديدة لتطوير استراتيجيات تشخيصية وعلاجية مبكرة قد تسهم في تقليل الأعباء الصحية طويلة المدى والوقاية من الأمراض العصبية المزمنة.