تواصل نيوز - إن خضوع مريضات السرطان للعلاج الكيميائي والإشعاعي يرافقه غالباً تغيرات جلدية ملحوظة، أبرزها الشحوب والجفاف وفقدان الحيوية، تصبح البشرة في هذه المرحلة أكثر حساسية وتتطلب عناية فائقة ومنتجات لطيفة وطبيعية لتجنب أي تهيج، البحث عن مظهر صحي ومشرق، كالحصول على خدود وردية، هو هدف نبيل يساعد في رفع المعنويات والشعور بالجمال والثقة خلال رحلة العلاج، والأمر لا يتعلق بالمظهر فحسب، بل باستخدام مكونات آمنة تدعم صحة البشرة الحساسة.

في هذا المقال، سنستعرض طرقاً آمنة وفعالة للحصول على خدود وردية طبيعياً، مع التركيز على أهمية استشارة الطبيب واختيار المستحضرات اللطيفة التي تناسب البشرة الحساسة لمريضات السرطان.

لتعرفوا أكثر عن أسرار الجمال انضموا مجانًا إلى قناة تاجك لأسرار الجمال على الواتساب.

عادة ما تكون البشرة أثناء العلاج أكثر جفافاً وحساسية وشحوباً، مما قد يجعلك تشعرين بأنك فقدت بعضاً من إشراقتك المعتادة، لكن لا تقلقي، فاستعادة اللون الوردي الصحي لخدودك يمكن تحقيقه بطرق طبيعية تماماً ولطيفة على بشرتك الرقيقة، دون الحاجة لاستخدام خلطات قد تسبب التهيج، المفتاح يكمن في تغذية البشرة من الداخل والخارج باستخدام مكونات آمنة ومختارة بعناية.

الترطيب العميق

لن تعكس البشرة الجافة والباهتة أبداً اللون الوردي الذي تبحثين عنه، لذلك، يعتبر الترطيب خطوتك الأولى والأكثر أهمية، ابحثي عن مرطب كريمي خالي من العطور والكحول والبارابين، ويفضل أن يحتوي على مكونات مهدئة مثل الصبار (الألوفيرا) أو زيت الجوجوبا أو حمض الهيالورونيك (Hyaluronic Acid)، طبقي المرطب مرتين يومياً، صباحاً ومساءً، وقومي بتدليكه بلطف شديد بأطراف أصابعك بحركة دائرية تصاعدية على الخدين.

هذا التدليك اللطيف لا يضمن امتصاص المرطب فحسب، بل يحفز أيضاً الدورة الدموية، مما يمنح خدودك لون وردي مؤقت وصحي.

مستحضرات التجميل النباتية

إذا كنت تبحثين عن لون فوري وآمن، فابتعدي عن أحمر الخدود البودرة التقليدي الذي قد يزيد من جفاف البشرة، خاصة إذا كانت بشرتك جافة أو حساسة بشكل عام، بدلاً من ذلك، اتجهي نحو أحمر الخدود الكريمي أو السائل الذي يحتوي على أصباغ مستخلصة من الفواكه والتوتيات، حيث توفر هذه الملونات الطبيعية ما هو أكثر من مجرد لون، فهي غالباً ما تكون غنية بمضادات الأكسدة التي تساهم في ترطيب البشرة وحمايتها من الجذور الحرة.

كما أن هذا النوع متعدد الاستخدامات يستخدم لتلوين الشفاه والخدود معاً، مما يضمن مظهراً متناغم وطبيعي يوفر إحساساً بالانسجام، عند التطبيق، ضعي نقطة صغيرة جداً على تفاحة الخد ثم امزجيها بخفة نحو الصدغ بحركات ناعمة لضمان توزيع اللون بالتساوي، احرصي على اختيار منتجات تحمل عبارة "خالية من المكونات القاسية" (Free From Harsh Chemicals) أو "آمنة للاستخدام أثناء العلاج الكيميائي"، وذلك لضمان تجنب أي مواد قد تسبب تهيج للبشرة أو تؤثر على صحتك بشكل عام.

العناية الداخلية والتغذية السليمة

الجمال ينبع من الداخل، ولون خدودك يعكس صحة جسمك، احرصي على تناول الأطعمة الغنية بالحديد والفيتامينات لدعم إنتاج خلايا الدم الحمراء ومحاربة الشحوب، ركزي على الخضروات الورقية الداكنة مثل السبانخ والشمندر (البنجر)، فهذه الأطعمة لا تغذي جسمك فحسب، بل تعرف بقدرتها على تحسين لون البشرة وإضفاء حمرة طبيعية عليها، الأهم هو شرب كميات كافية من الماء طوال اليوم، فالترطيب الداخلي يبقي بشرتك ممتلئة ونابضة بالحياة.

حماية شاملة من العوامل الخارجية

خلال العلاج، تكون بشرتك في أضعف حالاتها وأكثر عرضة للتهيج وتغير اللون، التعرض للشمس دون حماية كافية هو أحد أكبر الأخطاء التي تؤدي إلى تفاقم مشاكل البشرة، مثل البهتان وظهور التصبغات، لذلك، لا تتخلي أبداً عن واقي الشمس المعدني واسع الطيف (SPF 30 فأعلى)، حتى في الأيام الغائمة أو أثناء التواجد في الأماكن المغلقة التي تتعرض للإضاءة الصناعية.

بالإضافة إلى ذلك، ينصح بارتداء ملابس تحمي البشرة، مثل القبعات العريضة والنظارات الشمسية، لتقليل تعرض الوجه للشمس المباشرة، لا تنسي أيضاً تجنب استخدام الماء الساخن جداً عند غسل الوجه، واستبداله بالماء الفاتر، لأن الماء الساخن يؤدي إلى تجريد البشرة من زيوتها الطبيعية، مما يزيد من الجفاف والشحوب، وقد يجعل البشرة أكثر عرضة للتشققات والتهيج، اعتمدي على منظفات لطيفة وخالية من الكحول للحفاظ على توازن البشرة وترطيبها خلال هذه الفترة.

تدليك الوجه لتنشيط الدورة الدموية

للحصول على توهج فوري وآمن، يمكنك الاعتماد على حيلة التدليك، بعد تنظيف الوجه وتطبيق المرطب، استخدمي أطراف أصابعك للقيام بحركة تربيت خفيفة وسريعة (مثل النقرات) على الخدين ومنطقة الجبهة والذقن لمدة دقيقة واحدة، هذه الحركة اللطيفة تعمل على تنشيط الدورة الدموية الدقيقة في الجلد، مما يجلب الدم إلى سطح البشرة ويمنحك لوناً وردياً طبيعياً وصحياً دون الحاجة لأي مكياج.

بالإضافة إلى ذلك، يمكنك الاستفادة من تقنيات بسيطة أخرى لتعزيز التوهج، كتطبيق مضادات الأكسدة مثل فيتامين C قبل الترطيب لتعزيز الإشراق، أو ممارسة تمارين الوجه التي تساعد على شد العضلات وتنشيط الجلد، يمكنك أيضاً وضع مكعب ثلج ملفوف في قطعة قماش قطنية ناعمة على الخدين لبضع ثوان للحصول على نفس التأثير المنشط، كما يمكنك استخدام بخاخ ماء الورد البارد لزيادة الانتعاش والترطيب.

عندما تكون البشرة في أقصى حالات حساسيتها، لا يكفي أن يكون المنتج فعالاً فحسب، بل يجب أن يكون آمناً تماماً وخالياً من أي مواد كيميائية يمكن أن تسبب تهيجاً أو تتفاعل مع العلاجات، البحث عن مستحضرات تجميل تمنحك لوناً وردياً صحياً يجب أن يركز على التركيبات النظيفة، العضوية، والخالية من السموم، تذكري دائمًا، أنت تستحقين منتجات تعاملكِ بلطف.

اختاري التركيبات الكريمية بدلاً من البودرة

تعتبر مستحضرات الخدود ذات التركيبة الكريمية أو السائلة هي الأفضل لبشرتك خلال هذه الفترة، خاصة لأنها تعمل بتناغم مع ترطيب البشرة الطبيعي، مما يجعلها خياراً مثالياً لمن يعانين من الجفاف أو الخطوط الدقيقة، على عكس البودرة، فإن الكريمات لا تتراكم في الخطوط الدقيقة ولا تبرز الجفاف، بل تمتزج بسلاسة مع بشرتك ومع المستحضرات الأخرى لتمنحك لمسة نهائية ناعمة ومشرقة تعكس جمالك الطبيعي.

ينصح بالبحث عن منتجات توصف بأنها "مرطبة" أو "كريم أحمر خدود" (Cream Blush)، فإلى جانب دورها في تحسين مظهر الخدود، تعد هذه المنتجات متعددة الاستخدامات، يمكنك استخدام القليل منها على الخدين للحصول على توهج صحي، أو على الشفاه كبديل طبيعي لحمرة الشفاه، وحتى على الجفون لإضفاء لون متناغم وإطلالة عصرية، إن هذا التنوع يجعلها من الخيارات المثالية للتنقل أو للاستخدام اليومي السريع دون الحاجة إلى حمل مستحضرات تجميل متعددة.

الأصباغ المستخلصة من الفواكه والنباتات

لضمان اللون الوردي الآمن، ركزي على المستحضرات التي تعتمد على الأصباغ النباتية الطبيعية بدلاً من الألوان الاصطناعية (FD&C dyes)، بعض المكونات الرائعة التي تمنحك لوناً وردياً طبيعياً وصحياً تشمل:

عصير الشمندر (Beetroot Juice): يمنح لون أحمر/وردي حيوي. التوت أو الكرز (Berries): توفر صبغات وردية طبيعية وغنية بمضادات الأكسدة. الورد (Rose): يضاف كمستخلص لتهدئة البشرة وإضفاء لون وردي خفيف.

تجنبي المنتجات التي تحتوي على الزيوت العطرية القوية (مثل النعناع أو الحمضيات) والزيوت المعدنية، فقد تكون مزعجة للبشرة الحساسة.

ما يجب تجنبه

لكي تحافظي على بشرتك من أي ردود فعل غير مرغوبة، يجب عليك تجنب المكونات المعروفة بتهييجها للبشرة الحساسة، عند قراءة الملصقات، ابتعدي تماماً عن:

البارابين (Parabens): مواد حافظة شائعة. العطور الصناعية (Synthetic Fragrance/Parfum): المصدر الأول للحساسية والتهيج. الفثالات (Phthalates): مواد كيميائية تستخدم لزيادة مرونة البلاستيك والمستحضرات. الكحول المجفف (Drying Alcohol): مثل الإيثانول، الذي يجرد البشرة من زيوتها.

البحث عن عبارة "خالي من العطور" (Fragrance-Free) هو دائماً الخيار الأسلم.

تقنية التطبيق السليمة

حتى ألطف المنتجات قد تسبب تهيج إذا تم تطبيقها بعنف، لضمان أفضل النتائج، اتبعي هذه الخطوات:

استخدمي أطراف أصابعك النظيفة أو فرشاة مكياج فائقة النعومة (وليس الإسفنجة). ضعي كمية قليلة جداً من المنتج على تفاحة الخد (المنطقة المستديرة التي تبرز عند الابتسام). امزجي اللون بلطف وبحركة تربيت خفيفة تصاعدي نحو الصدغ، الهدف هو البناء التدريجي للون، وليس وضع طبقة كثيفة دفعة واحدة.

مثال لمنتج آمن

إذا كنت تبحثين عن نقطة بداية، فإن "ملونات الشفاه والخدود المتعددة الاستخدامات" (Lip and Cheek Stains) المصنوعة من الزيوت النباتية والشمع والأصباغ الطبيعية تعد خياراً ممتازاً، هذه المنتجات غالباً ما تكون ذات تركيبة زيتية غنية بفيتامين E، مما يغذي البشرة الجافة بينما يمنحها لون خفيف يدوم طويلاً، يمكنك تطبيقها بعد المرطب وقبل واقي الشمس للحصول على إطلالة طبيعية "بلا مكياج" تماماً.

في الختام، رحلة علاج السرطان هي رحلة قوة وتحدي، والحفاظ على الشعور بالجمال والثقة هو جزء لا يتجزأ منها، تذكري أن مفتاح الحصول على خدود وردية وصحية يكمن في اللطف، اللطف في اختيارك للمستحضرات الطبيعية الآمنة، واللطف في التعامل مع بشرتك الحساسة، استشيري فريقك الطبي دائماً لضمان أقصى درجات الأمان، واعلمي أن إشراقك الحقيقي ينبع من الداخل، وهذا الجمال الداخلي لا يبهت أبداً.