تعود شركة النصر للسيارات إلى الواجهة بقوة، بعد سنوات طويلة من التوقف والغياب عن المنافسة، مسجلةً أرباحًا للمرة الأولى منذ نحو 15 عامًا من التوقف عن الإنتاج. هذا التحول اللافت يأتي في ظل خطة طموحة لتحديث البنية الصناعية للشركة، وزيادة نسب المكوّن المحلي، وإطلاق طرازات جديدة تستهدف دعم صناعة المركبات الوطنية وتعزيز التحول للطاقة النظيفة.

وخلال عام 2025، شهدت الشركة طفرة نوعية في خطوطها الإنتاجية بعد طرح أتوبيسات «نصر سكاي» السياحية بنسبة مكوّن محلي بلغت 63.5%، إلى جانب إنتاج ميني باص «نصر ستار» الذي تجاوز فيه المكوّن المحلي 70%، وهو ما اعتبره خبراء الصناعة خطوة مهمة في مسار تقليل الاعتماد على المكوّنات المستوردة وحماية الصناعة الوطنية من تقلبات الاستيراد وسوق العملة.

تطوير شامل لمصنع سيارات الركوب

وضمن خطة التطوير، خضع مصنع سيارات الركوب الملاكي لعملية تحديث شاملة، تضمنت إدخال أحدث خطوط الإنتاج المعتمدة عالميًا، وإعادة تأهيل البنية التحتية للمصنع، بما يتوافق مع معايير الجودة الدولية. وتعمل الشركة حاليًا على اختبار نماذج إنتاجية جديدة لصالحها ولصالح شركات عالمية، في خطوة تعكس قدرة المصنع على العودة بقوة إلى ساحة المنافسة الصناعية، وأن يصبح منصة تصنيع إقليمية للشركات الدولية الراغبة في دخول السوق المصرية.

خطوة جديدة نحو مستقبل الكهرباء

وبالتزامن مع نجاح الطرازات الجديدة، تستعد «النصر للسيارات» لإطلاق أول أتوبيس وميني باص كهربائي من إنتاجها خلال الفترة المقبلة، استجابةً لسياسة الدولة في التوسع باستخدام الطاقة النظيفة وتقليل الانبعاثات. وتعد هذه الخطوة امتدادًا للاتجاه العالمي نحو التحول للمركبات الكهربائية، وتأكيدًا على قدرة مصر على امتلاك صناعة مستدامة تدعم الأهداف البيئية والاقتصادية في آن واحد.

رؤية وطنية لتعظيم العائد ودعم الصناعة

وتشير المؤشرات الحالية إلى أن الشركة تدخل مرحلة جديدة قائمة على تعظيم الاستفادة من الأصول الوطنية، ورفع الطاقة الإنتاجية، وتوفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة. كما تسهم هذه المشروعات في تعزيز استراتيجية الوزارة الرامية إلى دعم الصناعة المحلية، وإحلال الواردات، وزيادة القيمة المضافة، ورفع نسب التصنيع المحلي، بما يدعم الاقتصاد القومي ويعزز قدرة مصر على بناء صناعة سيارات حديثة قادرة على المنافسة إقليميًا.

وبعودة «النصر للسيارات» للإنتاج والربحية، تبدو الشركة في طريقها لاستعادة مكانتها التاريخية كأحد أهم مصانع المركبات في الشرق الأوسط، مع آفاق واسعة للتوسع في صناعة النقل الخفيف والمركبات الكهربائية خلال الأعوام المقبلة.