منح ترامب فترة سماح لـ"حماس" يقيّد إسرائيل... ماذا تخفي الاتصالات الأميركية بالحركة؟ - صحيفة تواصل

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
منح ترامب فترة سماح لـ"حماس" يقيّد إسرائيل... ماذا تخفي الاتصالات الأميركية بالحركة؟ - صحيفة تواصل, اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 03:05 مساءً

صحيفة تواصل - يهوّل الرئيس الأميركي دونالد ترامب على "حماس" ويهادنها في الوقت عينه. وبات واضحاً أن ثمة فترة سماح ممنوحة للحركة قد تمتد حتى تجهيز "قوة الاستقرار الدولية"، التي ستضم وفق الخطة الأميركية قوات من دول عربية وإسلامية، وربما عناصر فلسطينية تتدرب في الأردن ومصر. هذه القوة من المفترض أن تحلّ محل "حماس" ومحل الجيش الإسرائيلي الذي سينسحب إلى شريط حدودي.

 

اتّسم رد فعل ترامب على عودة عناصر "حماس" للإمساك بالشارع في مدينتي غزة وخان يونس بعد إعادة الانتشار الإسرائيلي، وفق المرحلة الأولى من الخطة الأميركية، بالهدوء، وفاجأ الصحافيين بقوله إن قضاء "حماس" على العصابات التي تسرق شاحنات الإغاثة "أمر لا يزعجه".

 

 

وللمفاجأة تتمة، عندما قال ترامب إنه تحدث إلى "حماس"، وإن الحركة أبلغته عزمها التخلّي عن سلاحها، ليرفق ذلك بالتحذير من أنه إذا لم تفعل "سنتكفل بذلك، وربما بعنف".

 

وجلا ترامب القطبة المخفية التي سرّعت التوصل إلى اتفاق وقف النار في شرم الشيخ، الأسبوع الماضي، بتأكيده إجراء مفاوضات مباشرة بين مسؤولين أميركيين رفيعي المستوى والحركة. وكانت هذه إشارة إلى اللقاء بين مبعوثي ترامب، ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر، مع كبير مفاوضي "حماس" خليل الحية، الذي حصل خلال اللقاء على "ضمانات" بأن ترامب شخصياً يتعهد بوقف الحرب. وبذلك تحقق الاختراق.

 

إذا أمعنا النظر أكثر في خلفيات قرارات إسرائيل منذ اتفاق وقف النار، فمن السهل اكتشاف المراعاة للموقف الأميركي الحازم بعدم المسارعة إلى استئناف القتال فور الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين العشرين. مثال على ذلك هو فتح معبر رفح بين مصر وغزة، وكذلك السماح لمن يرغب من الغزيين بالعودة إلى القطاع بعد تدقيق إسرائيلي.

 

شاحنة محملة بالمساعدات الإنسانية على الجانب المصري من معبر رفح تنتظر العبور إلى قطاع غزة. (أ ف ب)

 

وهذا ما يعزز الانطباع بأن قرار الحرب والسلم يمسك به ترامب الآن، وإلا فما سر تراجع إسرائيل عن تهديدها بخفض عدد شاحنات الإغاثة الداخلة إلى غزة إلى النصف، رداً على تأخر "حماس" في تسليم رفات أربعة أسرى إسرائيليين، الإثنين؟

 

في الوقت نفسه،  يجب عدم استبعاد فرضية أن الاشتباكات بين "حماس"  وعناصر من عشائر غزاوية، سلّحتها إسرائيل في الأشهر الأخيرة، يراد منها إغراق الحركة في اقتتال داخليّ يؤدّي إلى مزيد من إنهاكها. لكن "حرباً أهلية" في غزة من شأنها أيضاً نسف الخطة الأميركية.

 

ترامب، الذي أعلن بدء المرحلة الثانية من الخطة الأميركية، يدرك أنه يسير في حقل ألغام، وأن العقبات موجودة عند كل مفترق وتتطلب تدخلاً أميركياً مستمراً، كي لا تنهار الخطة بكاملها ومعها كل الوعود بتحقيق "السلام والازدهار لمنطقة الشرق الأوسط بكاملها".

 

والإسرائيليون قبل غيرهم مقتنعون بأنه لولا التدخل القوي لترامب لما عاد عشرون أسيراً إسرائيلياً أحياء من غزة، ولما توقفت الحرب التي صارت أثمانها السياسية والأخلاقية عبئاً على إسرائيل. وصاغت صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية ما يجري بالقول في افتتاحيتها، الإثنين، إن المسؤول عن إعادة الأسرى أحياء "هو ترامب وليس رئيس وزراء إسرائيل".

 

والفرق بين ترامب والرئيس الأميركي السابق جو بايدن هو أن الرئيس الجمهوري ربط المساعدات السخية لإسرائيل، والذهاب معها إلى محاربة إيران، بأن تتوقف عندما ترى واشنطن أن المصالح الأميركية تقتضي التوقف. أما الرئيس الديموقراطي فكان غير راغب أو عاجزاً عن فعل ذلك، ما أتاح لنتنياهو التلاعب به والاستمرار في الحرب.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق