تواصل نيوز - تعد النباتات جزءا أساسيا من عالمنا، فهي تضفي جمالا فريدا على بيئاتنا، وتوفر لنا الغذاء، وتساهم في مجالات العلاج والطب. ومع ذلك، تحمل بعض الأنواع النباتية خطرا داهما، حيث تحتوي على سموم فتاكة قادرة على إلحاق ضرر جسيم أو حتى التسبب في الوفاة للبشر والحيوانات على حد سواء.

طورت هذه النباتات آليات دفاعية فريدة لحماية نفسها من الكائنات المفترسة، ولكنها في الوقت ذاته يمكن أن تكون خطيرة للغاية عند ملامستها أو ابتلاعها.

في هذا التقرير، نستعرض معكم أخطر النباتات السامة في العالم، وسنكشف عن خصائصها السامة والمخاطر الكامنة التي تشكلها.

ما هي أخطر النباتات السامة في العالم؟

إن فهم طبيعة هذه النباتات يعد أمرا بالغ الأهمية لضمان السلامة والوعي، خاصة بالنسبة للمهتمين بالحدائق، والمتنزهين، وكل من يقضي وقتا في الأماكن الطبيعية.

الباذنجان المميت

يعرف نبات الباذنجان المميت، أو ما يطلق عليه علميا Atropa belladonna، بأنه أحد أكثر النباتات فتكا في الطبيعة. يتواجد هذا النبات في موطنه الأصلي الذي يمتد عبر أوروبا وشمال إفريقيا وغرب آسيا، ويحتوي على مجموعة من السموم القلويدية القوية، أبرزها الأتروبين، والسكوبولامين، والهيوسيامين.

تؤثر هذه المواد الكيميائية بشكل مباشر على الجهاز العصبي، ويمكن أن تسبب مجموعة واسعة من الأعراض الخطيرة التي تشمل عدم وضوح الرؤية، والهلوسة، وتسارع ضربات القلب، ونوبات الصرع، وقد تصل إلى حد الوفاة إذا تم تناول كميات كبيرة منها.

وعلى الرغم من أن ثماره تبدو جذابة ومغرية، إلا أنها شديدة السمية، وتشكل خطرا خاصا على الأطفال. على مر التاريخ، استخدم البيلادونا في بعض المستحضرات الطبية والتجميلية، ولكنه يتطلب دائما أقصى درجات الحذر نظرا لطبيعته القاتلة.

التبغ

يعرف نبات التبغ على نطاق واسع باستخدامه الرئيسي في صناعة السجائر والعديد من المنتجات الأخرى التي تستهلك على نطاق عالمي. ومع ذلك، فإنه يصنف أيضا ضمن أخطر النباتات في العالم.

يكمن الخطر في احتوائه على سم قوي يعرف باسم النيكوتين، الذي لا يتميز بكونه مادة مسببة للإدمان فحسب، بل هو أيضا شديد الضرر بالبشر والحيوانات. يؤثر النيكوتين بشكل سلبي على الجهاز العصبي، وبجرعات كبيرة يمكن أن يؤدي إلى ظهور أعراض مثل الغثيان، والدوخة، ونوبات الصرع، وقد يكون قاتلا.

ورغم أن زراعة التبغ واستخدامه قانونيان وشائعان، إلا أن تأثيراته السامة تجعله شديد الخطورة، خاصة عند الإفراط في استهلاكه، أو عند تناوله من قبل الأطفال أو الحيوانات الأليفة.

المانشينيل

يصنف المانشينيل أو Hippomane mancinella كواحد من أخطر الأشجار في العالم، إن لم يكن أخطرها على الإطلاق. تتواجد هذه الشجرة بشكل رئيسي في منطقة البحر الكاريبي، وولاية فلوريدا الأمريكية، وأجزاء من أمريكا الوسطى والجنوبية. وكل جزء من أجزاء هذه الشجرة، من اللحاء إلى الأوراق والثمار، شديد السمية.

تحتوي على سموم قوية جدا يمكن أن تسبب حروقا جلدية خطيرة، وتقرحات، وإصابات مؤلمة في العين بمجرد لمسها. حتى الوقوف تحت الشجرة أثناء هطول المطر يمكن أن يؤدي إلى تهيج الجلد بسبب حمل قطرات الماء لهذه السموم.

ويعتبر تناول ثمارها الخضراء الصغيرة قاتلا. ونظرا لسميتها القصوى، غالبا ما يضع السكان المحليون علامات تحذيرية وينصحون بشدة بالابتعاد عن شجرة المانشينيل لتجنب أي اتصال بها.

زنبق الوادي

زنبق الوادي أو Convallaria majalis هو نبات مزهر يتمتع بجمال آسر، ويشتهر بأزهاره البيضاء الرقيقة ذات الشكل الجرس، وعطره الحلو الفواح. ولكن على الرغم من سحره وجاذبيته، يعد هذا النبات شديد السمية.

جميع أجزاء النبات، بما في ذلك الأزهار، والأوراق، وحتى التوت، تحتوي على مركبات سامة. تؤثر هذه المواد الكيميائية بشكل مباشر على وظائف القلب، مما قد يسبب أعراضا مثل الغثيان، والقيء، وعدم انتظام ضربات القلب، وفي الحالات الشديدة قد يؤدي إلى قصور في عضلة القلب.

حتى تناول كميات صغيرة جدا من هذا النبات يمكن أن يكون خطيرا. لذلك، يجب إبعاده عن متناول الأطفال والحيوانات الأليفة لمنع أي حوادث ابتلاع عرضية.

الدفلى

تعد شجيرة الدفلى أو Nerium oleander من نباتات الزينة ذات الشعبية الواسعة، حيث تزهو بأزهارها البديعة التي تتلون بالوردي والأحمر والأبيض والأصفر. ومع ذلك، فإن كل جزء من أجزائها، بما في ذلك الأوراق والأزهار وحتى السيقان، يحتوي على مركبات كيميائية سامة.

هذه المركبات تؤثر بشكل مباشر على وظيفة القلب، وقد يؤدي تناول كمية صغيرة منها إلى ظهور أعراض مثل الغثيان، والقيء، وآلام البطن، وعدم انتظام ضربات القلب. وفي الحالات الأكثر شدة، قد يؤدي التسمم بالدفلى إلى الوفاة.

البازلاء الوردية

تشتهر نبتة البازلاء الوردية أو Abrus precatorius ببذورها الحمراء الزاهية التي تتزين بنقطة سوداء مميزة، والتي غالبا ما تستخدم في صناعة المجوهرات والزينة. لكن وراء هذا المجمال يكمن خطر كبير، فالبذور تحتوي على سم شديد الفتك يسمى الأبرين.

إذا تم مضغ أو سحق هذه البذور وابتلاعها، فإن السم يمكن أن يؤدي إلى أعراض مثل الغثيان، والقيء، والإسهال، وقد يصل الأمر إلى الموت.

شجرة الانتحار

تعرف شجرة سربيرا أودولام باسم "شجرة الانتحار"، وهي نبات شديد السمية ينتشر في مناطق معينة من آسيا. كل جزء من أجزاء هذه الشجرة، وخاصة بذورها، يحمل في طياته سموما فتاكة قادرة على تعطيل وظيفة القلب بشكل خطير.

مجرد تناول كمية بسيطة من أي جزء من الشجرة قد يؤدي إلى تسمم شديد تظهر أعراضه على شكل قيء، وعدم انتظام ضربات القلب، ونوبات صرع، وقد ينتهي الأمر بالوفاة.

قطرة الماء الشوكرانية

تعد نبتة قطرة الماء الشوكرانية أو كما تعرف أيضا Oenanthe crocata واحدة من أخطر النباتات السامة في أوروبا. تنمو هذه النبتة في البيئات الرطبة مثل ضفاف الأنهار والمستنقعات، وتبدو للوهلة الأولى غير ضارة تماما بأزهارها البيضاء التي تتجمع على شكل مظلة.

ومع ذلك، فإن جميع أجزاء هذا النبات شديدة السمية بسبب احتوائها على سم قوي. مجرد تناول كمية صغيرة من هذه النبتة يمكن أن يسبب أعراضا خطيرة مثل النوبات الصرعية، والشلل، والفشل التنفسي، والتي قد تكون قاتلة إذا لم يتم التدخل الطبي السريع.

ولأنها تشبه إلى حد كبير بعض النباتات الصالحة للأكل، فمن الضروري توخي الحذر الشديد عند البحث عن الأعشاب والنباتات بالقرب من مصادر المياه.

خانق الذئب

يعرف نبات خانق الذئب أو Monkshood، بأنه ينتمي إلى جنس الأكونيتوم ويشتهر بزهوره الجذابة ذات اللون الأزرق أو الأرجواني التي تتخذ شكل القلنسوة. وعلى الرغم من مظهره الجميل، فإن جميع أجزاء هذا النبات شديدة السمية.

يحتوي هذا النبات على سموم قوية تؤثر بشكل مباشر على القلب والجهاز العصبي. حتى الكميات الصغيرة جدا من هذه السموم يمكن أن تسبب خدرا، وغثيانا، وعدم انتظام ضربات القلب، وفي الحالات الشديدة، قد تؤدي إلى الوفاة.

تفاح الشوك

تصنف نباتات تفاح الشوك أو Datura genus ضمن النباتات شديدة السمية، حيث تحتوي على مواد كيميائية خطيرة مثل الأتروبين والسكوبولامين.

تؤثر هذه السموم بشكل مباشر على الجهاز العصبي، ويمكن أن تسبب أعراضا شديدة عند تناولها، مثل الارتباك الشديد، والهلوسة، وتسارع ضربات القلب، وجفاف الفم، وقد تصل إلى الوفاة. كما أن جميع أجزاء النبتة، بما في ذلك الأزهار والأوراق والبذور والسيقان، سامة.