سجل اليوان الصيني ارتفاعًا ملحوظًا أمام الدولار الأميركي، متجاوزًا المستوى المحوري البالغ 7 يوانات للدولار في السوق المحلية الخاضعة لرقابة مشددة، للمرة الأولى منذ عام 2023، في إشارة واضحة إلى ارتياح بكين لمواصلة صعود عملتها.

وارتفعت العملة الصينية بنحو 0.2% لتصل إلى 6.99 يوان للدولار في تعاملات الثلاثاء، مستفيدة من تراجع طفيف في العملة الأميركية، إلى جانب زيادة مبيعات العملات الأجنبية من قبل الشركات والمصدّرين الصينيين مع اقتراب نهاية العام.

وجاء هذا التحرك بعد أن نجح اليوان في كسر مستوى 7 مقابل الدولار في التعاملات الخارجية خلال الأيام الماضية، وهو ما عزز الزخم الإيجابي للعملة.

مشتريات البنوك الصينية من الدولار

وبحسب متداولين، زادت البنوك الصينية الكبرى مشترياتها من الدولار عقب اختراق اليوان مستوى 7 في السوق المحلية، في وقت شهدت فيه السوق عمليات بيع مكثفة للدولار، مدفوعة جزئيًا بحاجات الشركات لتسوية التزاماتها المالية النهائية مع الموردين.

وقال وي خون تشونغ، استراتيجي الأسواق لدى فرع «بنك أوف نيويورك ميلون»، إن اليوان قد يواصل الارتفاع بدعم من تدفقات رؤوس الأموال الأجنبية، وتوقعات تعافي النمو الاقتصادي، إلى جانب التفاؤل المتزايد تجاه قطاع التكنولوجيا. وأضاف أن هناك ثقة كبيرة في استمرار صعود اليوان خلال عام 2026 مدعومًا بتعافي الاقتصاد والتدفقات المالية.

ويُنظر إلى اختراق اليوان في السوق المحلية، التي يتحرك فيها ضمن نطاق تداول يبلغ 2% صعودًا وهبوطًا حول السعر المرجعي اليومي، على أنه أكثر دلالة من تحركات السوق الخارجية التي تخضع لقيود أقل.

دور السلطات الصينية

وتفرض السلطات الصينية رقابة أشد على السوق المحلية، حيث برز دور البنوك الحكومية خلال ديسمبر الماضي في دعم الجهود الرسمية الرامية إلى تهدئة وتيرة صعود اليوان.

ويتجه اليوان لتحقيق أفضل أداء سنوي له منذ خمس سنوات، مع تغلّب التفاؤل المتزايد بشأن أصول الصين واقتصادها على المخاوف المرتبطة بالتوترات التجارية مع الولايات المتحدة.

وفي هذا السياق، عملت بكين على توجيه اليوان نحو الارتفاع لإرضاء شركائها التجاريين، مع الحرص في الوقت نفسه على ضبط وتيرة المكاسب بشكل تدريجي لتفادي تدفقات مفاجئة لرؤوس الأموال الساخنة.

فوائد وتحديات اليوان الأقوى

يسهم اليوان الأقوى في خفض كلفة الواردات، كما يدعم الهدف طويل الأجل للصين المتمثل في تدويل عملتها. ومع ذلك، أشار بنك الشعب الصيني في تقرير صدر أواخر ديسمبر إلى التزامه بالحفاظ على مرونة سعر الصرف، مع توجيه التوقعات والتحوط من مخاطر «المبالغة في التحركات».

ولإبطاء مكاسب العملة، استخدم البنك المركزي خلال الأسابيع الماضية سعرًا مرجعيًا يوميًا أضعف من المتوقع.

وقال مارك كرانفيلد، المحلل لدى «بلومبرغ»، إن العوامل الداعمة متوافرة لتمكين الرنمينبي من تحقيق مكاسب ممتدة طالما كانت الوتيرة مستقرة، لافتًا إلى أن مراجعة تحركات السنوات الماضية لا تشير إلى أن مستوى 7 يحمل أهمية خاصة لدى بنك الشعب الصيني.

أداء اليوان أمام عملات أخرى

ورغم ارتفاع اليوان بنحو 4% أمام الدولار منذ بداية العام، فإنه تراجع مقابل عملات عدد من الشركاء التجاريين الآخرين للصين. كما انخفض مؤشر رسمي يقيس قوة اليوان على أساس مرجّح بالتجارة بنسبة 3.8% خلال عام 2025.

وقال مينغزه وو، المتداول لدى شركة «ستون إكس» في سنغافورة، إن التحركات الحادة دون مستوى 7 قد تستدعي تدخلات من بنك الشعب الصيني، بينما قد لا يحدث ذلك إذا كان التراجع تدريجيًا، مؤكدًا أن هناك أسبابًا وجيهة تجعل السلطات الصينية مرتاحة ليوان أقوى قليلًا طالما أن التحركات تبقى تحت السيطرة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك