نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل سقط القناع؟ - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 30 ديسمبر 2025 05:38 مساءً
التاريخ مليء بالآيات والعبر أن كل احتلال مهما طال مصيره الزوال من لدن آدم عليه السلام إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها، بداية من غزوة بدر الكبرى، انتهاء بمعجزة العصر بل والعصور.
العاشر من رمضان السادس من أكتوبر العظيم، كل الحروب التي خاضها المسلمون كانوا الأقل في العدة والعدد وتحقق النصر لعدالة قضيتهم، إذن المسألة ليست مسألة سلاح أو عدد أكبر من الجنود وإلا فكيف نفسر قول الله تعالى {كَم مِّن فِئَةٍ قَلِيلَةٍ غَلَبَتْ فِئَةً كَثِيرَةً بِإذْنِ اللَّهِ }، والتاريخ مليء بالأحداث التي تعطي الإيمان بذلك سواء كانت الأرض المحتلة أرضا لمسلمين أو غير مسلمين.
مثلا احتلت أمريكا فيتنام بداية من 1 نوفمبر 1955م، حتى سقوط سايغون في 30 أبريل 1975م وقتل من الفيتنامين أكثر من ثلاثة مليون فيتنامي ما خرج علينا أحدا منهم ليقول ننتظر حتى نكون مثل أمريكا في العدة والعتاد.
كذلك احتلت فرنسا بلدنا العربي الجزائر ما بين 1832م الى1962م وحاربت الجزائر على مدار قرن ونصف واستُشهد من خيرة ابنها أكثر من مليون شهيد.
احتل الاتحاد السوفيتي أفغانستان البلد المسلم من 1979م إلى 1989م وفي النهاية انسحب السوفيت ثم احتلت امريكيا أفغانستان من 2001م حتى2021م وانسحب الأمريكان نهاية الأمر بعد خسارة تريليوني دولار والألاف من الجنود، ثم جاءت جريمة العصر حرب الإبادة في غزة حيث قام الكيان الصهيوني ومعه الغرب يحاصرون مدينة في حدود مائة كيلو متر مربع.
وقد كشفت هذه الجريمة النكراء ما يلي:
أولا - سقوط ما يسمى بالمؤسسات الدولية كالأمم المتحدة بما تشمله من مجلس الأمن الدولي وخلافه، إذ عارضت أمريكا وقف العدوان على غزة من خلال ما يسمى بالفيتو أكثر من 7مرات من أصل 80مرة منعت أمريكا حقوق الشعب الفلسطيني تحت سمع وبصر العالم أجمع.
ثانيا - قامت أمريكا وحدها بمساعدة الكيان الصهيوني بما قيمته 20مليار دولار معدات عسكرية فقط، ناهيك عن تهديدها للمحكمة الجنائية الدولية ولأعضائها فيما إذا اتخذت قرارا ضد حكام إسرائيل ورأينا منعها المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية من دخول أراضيها.
ثالثا - قيام أمريكا باللعب بمصائر الشعوب ومن قبيل ذلك الضغط على مصر للموافقة على سيناريو التهجير إلى سيناء وطنا بديلا لأهل غزة وكأن أرض سيناء ملكا لهم يهبون ويمنعون.
رابعا - قام الغرب بتصدير أسلحة مباشرة للكيان اللقيط بمبلغ يتخطى عشرات المليارات من الدولار، غير المساندة القانونية لهذا الكيان في جميع المحافل الدولية.
خامسا - سخر الغرب جميع إمكانياته العسكرية والمخابراتية لخدمة الكيان الصهيوني في تحدي سافر لكل المعايير والقيم الإنسانية.
سادسا - الثبات الأسطوري لأهل غزة والضغط الشعبي الأوروبي، لجميع دول العالم مما وضع أمريكا ذاتها في حرج ففعلت مع غزة مثل ما فعلت مع إيران وهو وقف الحرب بقرار منفرد ليطيح بسيناريوهات الكيان التي رسمها وكان يأمل في تنفيذها بعد السابع من أكتوبر.
سابعا - الثبات الحقيقي لمصر على موقفها أفشل مخطط الأمريكان والصهاينة عن تنفيذ خطة الشيطان بخلو غزة كلها من السكان، فها هي مصر تعلن لاءاتها المشهورة في جميع المحافل الدولية، لا لتهجير الفلسطينيين سواء إلى سيناء أو غيرها، لا لظلم الشعب الفلسطيني بتصفية قضيته، لا لمرور السفن الأمريكية من قناة السويس بدون رسوم، والحقيقة أن ثبات مصر على موقفها وتحديها للكيان الصهيوني وأمريكا أثبت أنها دولة محورية والمرجع إليها في كل كبيرة وصغيرة.
ثامنا - من مصر صدح صوت الحق صوت المظلومين صوت الأزهر بعشرات البيانات التي أقلقت مضاجع الصهاينة الظالمين، وهذه البيانات التي لاقت استحسانا من كل المؤمنين بهذه القضية وكانت أكثر نجاعة من دول لم تستطع حتى تحريك شفتيها.
يا سادة.. لقد سقط القناع وظهرت الوجوه القبيحة ويقيني في الله تعالى الحكم العدل أن جريمة وإبادة الأطفال والنساء وتجويعهم وهدم المستشفيات والمدارس والمساجد لن تمر مرور الكرام على الأقل من الله تعالى، سقط القناع عن المؤسسات الدولية التي لا تعمل إلا لمصلحة الكبار والكبار فقط، سقط القناع عن الألسن التي كانت تحرض على وضد مصر ورئيسها وشعبها.
حُق لنا أن نفتخر بمصر شعبا وجيشا وقيادة فعلى أرضها كانت الحلقة الأخيرة لهذا الكيان العفن بالقبول بالأمر الواقع والقبول بوقف حرب الابادة، على أرض مصر ذهبت قيادة حماس وهي مرفوعة الرأس دون خوف أو اغتيال وعلى بعد كيلو مترات من هذا الكيان، ذهبوا مطمئنين فليست أرض مصر مستباحة فالله قال فيها «ادْخُلُوا مِصْرَ إِن شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ».
اقرأ أيضاً
اتحاد عمال فلسطين يندد بتهديدات «بن غفير» لقتل العمالقوات الاحتلال الإسرائيلي تعتقل 6 فلسطينيين وتصيب آخر خلال اقتحامها لرام الله والبيرة
جيش الاحتلال الإسرائيلي يواصل خروقاته بقصف جوي ومدفعي على أنحاء متفرقة في غزة















0 تعليق