تواصل نيوز - الذهب في القمة.. هل ينجو من “لعنة التصحيح” التي ضربته في 1980 و2011؟

من 35 إلى 850 دولارً ومن 1900 إلي 1050.. محطات الانهيار التاريخي للذهب

تجار: الأحداث الجيوسياسية تمنع حدوث تصحيح سعري قريبًا بعد كسره الحاجز النفسي

الذهب مازال الملاذ الآمن والأهم.. السبائك والجنيهات تستحوذ على 80٪ من المبيعات

نصيحة للمدخرين: الشراء آمن في كل الأوقات والبيع فقط عند الضرورة

كتبت – أسماء عصمت

شهدت أسعار الذهب العالمية ارتفاعًا مذهلًا، حيث تخطت حاجز 4100 دولار للأونصة، في قفزة تاريخية تُعتبر الأعلى على الإطلاق، ويأتي ذلك وسط توقعات متزايدة بأن يقوم البنك المركزي الأمريكي بتخفيض أسعار الفائدة في الفترة القادمة، كما ساهم تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين في تعزيز الطلب على الأصول الآمنة مثل الذهب والفضة، التي سجلت أيضًا مستويات قياسية غير مسبوقة.

نرشح لك:1660 جنيهًا زيادة في أسعار الذهب منذ بداية العام… والمعدن يواصل مكاسبه للأسبوع الثامن عالميًا

يُعتبر الذهب أحد أهم الملاذات الآمنة التي يلجأ إليها المستثمرون في أوقات عدم اليقين الاقتصادي والجيوسياسي، وذلك لتمتعه باستقرار نسبي مقارنةً بالعملات والأسهم، ومع استمرار ارتفاع الأسعار، تزداد التساؤلات بين المستثمرين والمواطنين حول أفضل التوقيتات للشراء أو البيع، خاصةً مع المخاوف من احتمالية تعرض المعدن الأصفر لـ”تصحيح” بعد القمم التاريخية التي وصل إليها.

الذهب عبر التاريخ.. صعود يليه انهيار

تشير التجارب التاريخية إلى أن الذهب شهد انهيارين بارزين بعد بلوغه مستويات قياسية مماثلة، ففي أواخر السبعينيات، وبعد قرار الرئيس الأمريكي نيكسون عام 1971 بفك ارتباط الدولار بالذهب، انخفضت ثقة الأسواق في العملة الأمريكية، مما دفع المستثمرين للاعتماد على الذهب كملاذ آمن، ليقفز السعر من نحو 35 دولارًا للأونصة إلى 850 دولارًا في يناير 1980، ولكن مع رفع الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي أسعار الفائدة بشدة للسيطرة على التضخم واستعادة الثقة بالدولار، انخفض الذهب بأكثر من 60% ليصل إلى حوالي 320 دولارًا للأونصة، واستمر في الهبوط لعقدين كاملين قبل أن يبدأ بالارتفاع مجددًا.

أما الانهيار الثاني، فقد جاء عقب الأزمة المالية العالمية عام 2008، حيث اتجهت البنوك المركزية إلى تبني سياسات التيسير الكمي وطباعة النقود لدعم الاقتصاد، مما دفع المستثمرين مرة أخرى إلى شراء الذهب، ليقفز سعره من 700 دولار للأونصة في 2008 إلى 1900 دولار في عام 2011، لكن مع بدء الفيدرالي الأمريكي عام 2014 في سحب السيولة ورفع الفائدة تدريجيًا، استعادت الأسواق ثقتها في الدولار، مما أدى إلى تراجع الذهب بأكثر من 45% ليصل إلى حوالي 1050 دولارًا للأونصة، قبل أن يبدأ رحلة تعاف جديدة بعد ثلاث سنوات من التراجع.

خبراء وتجار: الذهب مازال الملاذ الآمن الأهم

قال أحد تجار الذهب في تصريحات تلفزيونية، إن التطورات السياسية والاقتصادية الحالية تمثل عاملًا رئيسيًا في ارتفاع أسعار المعدن الأصفر، حيث أن الذهب يُعتبر من أكثر الأصول حساسية تجاه الأحداث الجيوسياسية، وأوضح أن سعر الأونصة ارتفع خلال أسبوع واحد من حوالي 3800 إلى أكثر من 4080 دولارًا، متوقعًا استمرار الارتفاعات خلال الفترة المقبلة بعد كسر الحاجز النفسي لأسعار الألفين والثلاثة والأربعة آلاف دولار، مشيرًا إلى أن تسارع الأحداث العالمية يمنع التسجيل الحقيقي لأي تصحيح في الأسعار حاليًا، ونصح من يمتلك سيولة بالشراء الآن والاحتفاظ لمدة عام على الأقل، مؤكدًا عدم البيع إلا في حالات الضرورة القصوى، وأكد أن الأسعار ارتفعت بنحو 300 جنيه خلال أسبوع وحوالي 700 جنيه خلال شهر.

وفي نفس السياق، أكد عبد العال سليمة، النائب الأول لرئيس شعبة الذهب بمحافظة كفر الشيخ، أن هناك إقبالًا كبيرًا على شراء السبائك والجنيهات الذهبية بنسبة 80% من حركة البيع، بينما كانت نسبة المشغولات 20% فقط، مضيفًا أن الذهب لا يزال يُعتبر ملاذًا آمنًا ومربحًا على المدى الطويل، مشددًا على أن أي وقت يُعتبر مناسبًا للشراء سواء للزينة أو للادخار، مع نصائحه بعدم البيع إلا في حالات الضرورة، كما دعا المواطنين إلى شراء الذهب من محلات معتمدة وموثوقة، والتأكد من وجود دمغة مصلحة الموازين والمصوغات، والحصول على فاتورة معتمدة تتضمن الوزن والعيار والسعر، لضمان الحقوق وتجنب الغش التجاري.

نسخ الرابط
تم نسخ الرابط

تابعنا عبر أخبار جوجل