كشف الدكتور أيمن عقيل، المتحدث باسم ائتلاف "نزاهة" الدولي، عن تفاصيل سير العملية الانتخابية في يومها الثاني من المرحلة الثانية لانتخابات مجلس النواب 2025، مؤكداً رصد إقبال كثيف في العديد من اللجان، مما استدعى تدخل الهيئة الوطنية للانتخابات لتعزيز تلك اللجان بموظفين إضافيين لتسريع وتيرة التصويت وتخفيف التكدس.

وأوضح "عقيل"، خلال مداخلة هاتفية للتغطية المفتوحة لانتخابات مجلس النواب، على قناة دي ام سي، أن الائتلاف يتابع العملية الانتخابية من خلال 34 متابعاً دولياً من 16 جنسية مختلفة موزعين على 10 محافظات، مشيداً بسرعة استجابة الهيئة الوطنية للانتخابات ووزارة الداخلية للشكاوى، ضارباً المثل بالتعامل الفوري مع واقعة "ابن المرشح" في محافظة القليوبية.

التزام بالصمت الانتخابي وأمن مستتب

وأكد عقيل أن المتابعين الدوليين رصدوا فرقاً جوهرياً بين المرحلة الأولى والثانية، حيث تميزت المرحلة الثانية بالتزام تام من المرشحين بالصمت الانتخابي، واختفاء مظاهر الدعاية أمام اللجان ومحاولات شراء الأصوات التي شابت المرحلة الأولى.

كما أشاد الوفد الدولي بالمناخ الآمن الذي تجرى فيه الانتخابات المصرية مقارنة بدول الجوار والمنطقة، حيث تجري العملية الدستورية على مرحلتين بسلاسة ودون أي أحداث عنف أو إرهاب، وهو ما أثنى عليه المتابعون الأفارقة بشكل خاص.

توضيح هام: الفرق بين "المندوب" و"الوكيل"

وفي سياق التوعية القانونية، قدم الدكتور أيمن عقيل توضيحاً هاماً للفارق بين صفتي "المندوب" و"الوكيل" في العملية الانتخابية: فالمندوب هو شخص مقيد رسمياً داخل اللجنة الفرعية (ثابت)، ويعد جزءاً من تشكيل اللجنة منذ فتح الباب، ومهمته مراقبة الصندوق وتمثيل المرشح، ويحق له إثبات أي خروقات في محضر رسمي أمام القاضي، أما الوكيل يمثل المرشح على مستوى "الدائرة الانتخابية" ككل، ولا يحق له الجلوس داخل لجنة فرعية بعينها طوال اليوم، بل يمر على اللجان بصفة "مراقب جوال" بتوكيل رسمي، للتدخل قانونياً وتقديم البلاغات للجنة العامة أو النيابة في حال رصد مخالفات.

وشدد "عقيل" على أن الناخب هو الرقيب الأول والأمين على صوته، وعليه دور كبير في ضمان نزاهة العملية من خلال وعيه بحقوقه وواجباته.

الريف يتفوق في الحشد.. ومفاجأة في القاهرة

وحول ديموغرافية التصويت، أشار عقيل إلى أن المحافظات الريفية والصعيد لا تزال تتصدر المشهد من حيث الكثافة التصويتية نظراً للعصبية القبلية والعائلية، مع ملاحظة إقبال المرأة في الريف في الساعات الأولى، بينما يزداد إقبال السيدات في الحضر بعد مواعيد العمل الرسمية. ومع ذلك، رصدت البعثة حشداً غير مسبوق في بعض دوائر القاهرة، وهو أمر إيجابي يعكس اهتماماً متزايداً بالمشاركة.

توقعات بارتفاع نسب المشاركة عن برمان 2020

اختتم عقيل تصريحاته بتوقع متفائل لنسب المشاركة النهائية، مرجحاً أن تتراوح بين 35% إلى 40%، وهي نسبة تفوق ما تحقق في برلمان 2020 (التي كانت 28%)، وأرجع هذا الارتفاع إلى زيادة ثقة المواطن في أجهزة الدولة والهيئة الوطنية للانتخابات، وضمانات الحياد التي أكدتها القيادة السياسية، مما شجع المواطنين على النزول للإدلاء بأصواتهم.