خاص – أكد رئيس مركز بيت العمال للدراسات، المحامي حمادة أبو نجمة، أن سوق العمل يشهد تحولات متسارعة تتطلب مهارات مستحدثة تواكب التطورات العالمية في طبيعة المهن والأعمال، الأمر الذي يفرض على العاملين والباحثين عن العمل ضرورة اكتساب هذه المهارات الجديدة.

وأضاف أبو نجمة لـ الاردن24 أن هذه المهارات لا يمكن اكتسابها عبر التعليم الأكاديمي التقليدي، سواء الجامعي أو ما قبله، بل تحتاج إلى برامج تدريبية متخصصة وعملية، لافتًا إلى وجود فجوة متنامية بين التخصصات المطروحة في الجامعات واحتياجات سوق العمل الفعلية.

وأشار إلى أن التوجه العام ما يزال منصبًا على التعليم الجامعي، رغم وجود تخصصات عديدة لم يعد السوق بحاجة إليها، في المقابل هناك تخصصات فنية وتطبيقية ومهارات مهنية مطلوبة لكنها لا تحظى بالإقبال الكافي. وأضاف أن الجهود التي بُذلت مؤخرًا لإدراج تخصصات جامعية جديدة تتواكب مع التطورات لن تظهر نتائجها إلا خلال 4 إلى 5 سنوات، حين يمكن تقييم مدى ملاءمتها لاحتياجات السوق.

وفيما يتعلق بالعمالة الوافدة، بيّن أبو نجمة أن ظروف تشغيل هذه العمالة تخضع لعوامل متعددة، مشددًا على أن الغالبية العظمى منها من ذوي التعليم المتدني أو الأميين، في حين أن معظم الباحثين عن عمل من الأردنيين هم من فئة المتعلمين. وقال إن هذا الفارق يعكس اختلافًا جوهريًا في طبيعة الطلب على الوظائف، وبالتالي لا يمكن تحميل العمالة الوافدة مسؤولية ارتفاع نسب البطالة.

وأكد أن سوق العمل بحاجة ماسة إلى برامج فعالة لإكساب الشباب المهارات المطلوبة، فالشهادة الجامعية وحدها لم تعد كافية، وصاحب العمل يبحث عن العامل القادر على الأداء بمهارات عالية ومهنية.

وشدد أبو نجمة على ضرورة إنشاء برامج تدريب وتأهيل موجهة للشباب الباحثين عن عمل، مبينًا أن نسبة البطالة بينهم بلغت 46.6%، وهي الفئة التي تدخل سوق العمل لأول مرة أو بقيت دون عمل لأكثر من عام. وأشار إلى أن هذه النسبة المرتفعة تعكس حجم التحدي الذي يتطلب من الحكومة دراسة الظاهرة بعمق، وتحديد آثارها، ووضع حلول ومعالجات حقيقية عبر برامج موجهة تستهدف الفئة الأكثر تعرضًا للبطالة في المجتمع.