نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بعد الضربة الإسرائيلية "المتوقعة" للضاحية... إلى أي مدى يبقى الحزب منكفئاً عن الرد؟ - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 05:22 صباحاً
لم تكن مفاجئة الغارة الإسرائيلية الأخيرة على عمق الضاحية الجنوبية، والتي أسقطت من سمّته تل أبيب "القائد العسكري العام" لـ"حزب الله". فالراصدون لمسارات الحملة العسكرية الإسرائيلية المستمرة على الحزب يعلمون أن لها مقدمات، ويشهدون على أنها تتويج منتظر للضربات القاصمة التي أنزلتها سابقا على رأسه.
ومعلوم أنه في الأيام الأخيرة، وجّهت إسرائيل فيضا من الرسائل المباشرة أو بالواسطة إلى كل من يعنيهم الأمر بأنها أعدت لضربات أوسع وأوجع في سياق حربها.
وقبل نحو 36 ساعة من غارة الضاحية، كانت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية تنشر تقريرا موسعا أعدّه أبرز المحللين والكتّاب الإسرائيليين آفي أشكنازي، يتحدث فيه عن قرار حكومة تل أبيب رفع الاستنفار على 3 ساحات: إيران ولبنان وغزة، في ظل ما تعدّه المؤسسة الأمنية الإسرائيلية "تحضيرا لمرحلة قد تشهد تصعيدا واسعا خلال الأسابيع المقبلة".
وذهبت المؤسسة الأمنية الإسرائيلية إلى الإضاءة على "القيمة العليا" لما اعتبرته إنجازا عسكريا يماثل إنجازات سابقة أفضت إلى إسقاط نحو 80 في المئة من القيادة العسكرية المركزية للحزب، وذلك عندما ذكّرت بأن المستهدف هيثم الطبطبائي هو القائد المؤسس لقوة "الرضوان" التي يعمل الحزب على إحيائها، وأنه بات حاليا القائد العام لقوات الحزب بحكم سقوط كل القيادة السابقة، ولكونه أيضا ينتمي إلى رعيل الآباء المؤسسين لقوة الحزب العسكرية. والأهم أنه هو من يعمل على إقناع الأمين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم بفكرة العودة إلى الرد على الضربات الإسرائيلية اليومية، واستنادا إلى ذلك كُلّف إعداد خطة ميدانية شاملة لهذه المهمة توطئة لدرسها.
ولذا يبرز السؤال المحوري: هل يبقى الحزب بعد ضربة الضاحية المؤلمة الجديدة، معتمدا السردية عينها المعروفة لتبرير انضباطه وعدم الرد على الضربات المتتالية التي تنهال عليه، والمرتكزة على أنه يعطي الدولة الفرصة لحراك ديبلوماسي يمكّنه من تأمين حماية السيادة وكفّ اعتداءات إسرائيل، وأنه يتحمل من لحمه الحي وجسمه المقاتل لكي يدرأ عن بيئته ولبنان همجية العدوان؟
المؤكد أن الآلاف وجهوا إليه هذه الأسئلة مقرونة بسؤال آخر عن مدى نجاعة سياسة "الصبر الإستراتيجي" التي يعلن أنه يستهدي بها، لكن قلة من الخواص سمعت إجابات صريحة ومقنعة منه .
وفي التداول الضيق للحزب تسري قراءة جوهرها الإقرار بأن إسرائيل نجحت بدعم أميركي في تقليص فعالية "مظلة الردع" التي استندت إليها قوى المقاومة لتستظل بها خلال الأعوام العشرة الأخيرة، وقد استغل الطرفان اللحظة لكي يضعا تلك القوى في الزاوية ويمارسا عليها حرب استنزاف من جهة، ولكي يثبتا وقائع سياسية مختلفة تدفع قوى المقاومة بركنيها الأساسيين، "حماس" والحزب، إلى الاستسلام.
وبناء عليه، يرى الحزب ضمنا أن صموده وعدم رفع الراية البيضاء والامتناع عن تسليم ما تبقى في ترسانته من سلاح، هو النهج الممكن المتاح حاليا لأنه يقود إلى أمرين:
الأول، التدليل على أن إسرائيل، رغم كل ما أقدمت عليه، ما انفكت عاجزة عن حسم المعركة نهائيا.
الثاني، أن قوى المقاومة ما برحت حاضرة ولو بالحد الأدنى من قوتها، وتبعث على بث القلق والخوف في أروقة واشنطن وتل أبيب.











0 تعليق