علاقة إسرائيل بالتسخين داخل سوريا: اختلاف بين واشنطن وتل أبيب؟ - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
علاقة إسرائيل بالتسخين داخل سوريا: اختلاف بين واشنطن وتل أبيب؟ - تواصل نيوز, اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025 06:13 صباحاً

صورة معقّدة، لكنها أحجية يمكن تركيبها للخروج بمشهدية بشأن علاقة إسرائيل بالفوضى المتصاعدة في سوريا: فشلت المفاوضات بين تل أبيب ودمشق، فتجوّل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في الجنوب السوري، ونفّذ الحرس الوطني في السويداء المتعامل مع إسرائيل عراضات عسكرية، وخرجت تظاهرات علوية واسعة ضد الحكومة السورية، واتهم قائد قوات سوريا الديموقراطية  (قسد) مظلوم عبدي دمشق بتعطيل اتفاق 10 آذار/ مارس، وصعّد ضدها.

هذه التحركات المشبوهة والمتزامنة في السويداء والساحل وشمال سوريا الشرقي تتزامن مع فشل المسار الديبلوماسي بين دمشق وتل أبيب. ثمّة صلات بين إسرائيل والحرس الوطني وعبدي وبعض الرموز والمجموعات العلوية بالساحل السوري، كالمجلس السياسي لوسط وغرب سوريا. بالتالي، مستجدات السويداء واللاذقية وطرطوس وحمص والشمال الشرقي قد تكون مرتبطة بفشل المفاوضات.

ثمّة رأي يقول إن إسرائيل سعت إلى تحريك الساحات الثلاث بعد فشل التوصّل لاتفاق مع سوريا، بهدف الضغط على السلطات السورية الجديدة ورئيسها أحمد الشرع وفرض شروطها التفاوضية عليه، خصوصاً أن إسرائيل لا ترغب في تفاهم أمني مع سوريا بل في اتفاق تطبيع وسلام، لكونها تمكّنت من رسم الخطوط الأمنية وإرساء المعادلات العسكرية التي تريدها في سوريا ومنطقة حوض المتوسط.

يجمع بعض المحللين، وبينهم الكاتب السوري إبراهيم الجبين، على وجود علاقة إسرائيلية بالتحركات السورية الداخلية. وتربط التحليلات هذه المشهدية برغبة إسرائيل في تقسيم سوريا. لكن - بالمقابل - الموقف الأميركي الداعم للشرع والحكومة المركزية يؤيّد وحدة سوريا مع لا مركزية إدارية، وبالتالي فإن ثمّة اختلافاً في وجهات النظر بين إسرائيل والولايات المتحدة حيال سوريا.

 

اختلاف أميركي – إسرائيلي؟
لكن الجبين يتحدّث عن الحركة الإسرائيلية في الداخل السوري من زاوية أخرى، فيقول لـ"النهار" إن تل أبيب "لا تريد" دولة سورية فعلية وقوية تحصل على دعم عربي وغربي، بل تريد الحفاظ على نموذج "الفوضى والشرذمة"، وبالتالي الحفاظ على توازنات الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، لا تتفق الرؤية الإسرائيلية مع المشروع الأميركي في سوريا.

يوسّع الجبين بيكار قراءته لسوريا، فيشير إلى أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يتجه لإعادة تركيب المنطقة وتحالفاته في داخلها، ويسعى لإخماد "بؤر التطرف والإرهاب"؛ ولهذا السبب فرض عقوبات على "جماعة الإخوان المسلمين". وبالتالي، الدور السوري يتعدّى حدود الأمن، بعدما تحدّثت تقارير عن سعي الولايات المتحدة لتقويض قوّة إيران و"حزب الله" من خلال الشرع.

ينظر نتنياهو بقلق إلى هذا الاتجاه. يبني سرديته وسياسته وحتى فلسفته على اليمين المتطرف الديني، وعلى حالة التفوق الأمني من خلال الحرب المستمرّة، وفق الجبين. وقد خدم التطرفان السني والشيعي بقاء التطرف اليهودي بالمقابل. وبالتالي، إخماد التطرفين الأولين قد يطيح بنتنياهو وسياساته، من دون أن يؤثّر ذلك على إسرائيل واستمرارها في المنطقة. والخلاصة أنها معركة نتنياهو لا معركة إسرائيل.

أفق التحركات السورية
الأنظار تتجه نحو أفق هذه التحركات المعارضة للسلطات السورية. التسخين الميداني مطروح كاحتمال في السويداء والشمال الشرقي، لكنه مستبعد خصوصاً لجهة "قسد" التي لا تزال تتمسّك بالاتفاق مع دمشق. الجبين يقول إن مسألة "قسد" ممسوكة من الأميركيين والأتراك، وتحركات الساحل محصورة بحدودها الحالية ولا قدرة لها على الاتساع.

في المحصلة، فإن الخيوط الإسرائيلية وبصمات نتنياهو شبه واضحة في سوريا، والمواقيت معيار. الكباش بين الفلسفتين الإسرائيلية والأميركية في سوريا موجود، وحسابات نتنياهو مرتبطة بمستقبله ومستقبل اليمين الديني السياسي أكثر مما هي متعلقة بإسرائيل، لكون وجود الأخيرة أمراً حاسماً بالنسبة للولايات المتحدة والغرب، لكن وجود نتنياهو ليس كذلك.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق