خليل الخليل ذاكرة الديبلوماسية اللبنانية والعربية - تواصل نيوز

النشرة (لبنان) 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خليل الخليل ذاكرة الديبلوماسية اللبنانية والعربية - تواصل نيوز, اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025 07:08 مساءً

غدي حداد
رحل السفير خليل كاظم الخليل عن عمر ناهز أربعةً وثمانين عاماً، غير أنّ اسمه ما زال حاضراً في ذاكرة الديبلوماسية اللبنانية والعربية، وسيظل محفوراً في سجلّها، واحدا من رجالاتها الكبار. كان أحد أبرز وجوه لبنان في الخارج، وسفيره لدى إيران يوم كانت إمبراطورية وصوتها يمتد إلى أبعد من حدود المنطقة.

كان السفير الخليل من أقرب المقرّبين إلى الشاه رضا بهلوي، وقد نسج معه علاقة استثنائية قامت على الثقة المتبادلة والصراحة المباشرة. وتشير شهادات تلك الحقبة إلى أنّه كان من أوائل من لاحظوا تدهور صحة الشاه وتشخيص إصابته بالسرطان، فكان له سنداً في أدق الظروف.

وفي طهران أيضاً، جمعته صداقة راسخة بالشيخ ناصر الصباح، سفير الكويت وأحد أبرز أركان السلك الديبلوماسي العربي، رغم أنّ السفير الخليل كان الأصغر سناً بينهم جميعاً. ومع ذلك، فرض حضوره وحنكته السياسية احترامه بين كبار الديبلوماسيين العرب والأجانب.

 

خليل الخليل (أرشيفية)

خليل الخليل (أرشيفية)

 

وكان قريباً من مركز القرار السياسي في طهران عبر شبكة واسعة من العلاقات مع كبار المسؤولين وصنّاع القرار، ما جعل موقعه نافذاً ومؤثراً في مرحلة حسّاسة من تاريخ المنطقة.

وعلى الصعيد اللبناني، كانت له علاقات محكمة مع رؤساء الجمهورية. ومن أبرزها علاقته المميّزة بالرئيس سليمان فرنجية، الذي اختاره بثقة من خارج الملاك الديبلوماسي لتولّي مهمة تمثيل لبنان في إيران، تقديراً لكفاءته وحضوره السياسي. كذلك كان قريباً من الرئيس كميل شمعون بحكم الإرث العائلي المشترك، وربطته علاقة احترام وتواصل بالرئيس أمين الجميل.

ولِما كان يتمتع به من حكمة وحنكة ديبلوماسية ووزنٍ شخصي، مدّد له جميع الرؤساء اللبنانيين الذين تعاقبوا بعد فرنجية، إقراراً بكفاءته وحاجة الدولة إلى خبرته في تلك الحقبة الدقيقة.

في الداخل، بدا دوره مؤثرا في محطات مفصلية من تاريخ لبنان. فقد واكب والده الراحل كاظم الخليل في مسار اتفاق الطائف وأسهم في بلورة عدد من بنوده، ولاسيما لجهة العمل مع الأفرقاء المسيحيين وتدوير الزوايا، بما ساهم في تهيئة المناخ الوطني للتسوية وإنهاء الحرب.

وجمعته علاقة وثيقة بالإمام موسى الصدر، قامت على الاحترام المتبادل والرؤية الوطنية الجامعة. والإمام الصدر هو من عقد قرانه على ليلى البيسار في احتفال جنوبي بقي محفوراً في الذاكرة.

آمن الخليل بلبنان الواحد، لذلك كان له دور بارز في انفتاح الطائفة الشيعية وتجاوز حدود الانغلاق التقليدي نحو الانتماء الوطني الواسع، انطلاقاً من اقتناعه بأن قوة لبنان في تعدده ووحدة أبنائه تحت سقف الدولة.

وترك بصمة واضحة في إطلاق مجالس ومنتديات للحوار داخل لبنان، دفاعاً عن القضية التي اعتبرها "جدار قلبه وبيته الكبير".

وقد حافظت دارة آل الخليل على الإرث الوطني والسياسي الذي تركه والده كاظم الخليل، وعلى المكانة التي صاغها بحضوره وهيبته وعلاقاته الممتدة من بيروت إلى طهران ودول المنطقة.

رحم الله السفير خليل كاظم الخليل، رجل الدولة الذي حمل لبنان في قلبه، وخدمه في ساحاتٍ صعبة، وبقي اسمه شاهداً على زمنٍ من النبل والرصانة والرؤية الوطنية الجامعة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق