نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
"نقسم بالله العظيم"... أننا مستباحون!! - تواصل نيوز, اليوم الاثنين 1 ديسمبر 2025 06:57 صباحاً
يحل البابا لاوون، رسولا رابعا من رسل خلفاء القديس بطرس على رأس الكنيسة إلى لبنان منذ ستينيات القرن الماضي، والخط البياني التاريخيّ إياه، هو هو عبر المقارعة التاريخية للبنان مع الاستباحة. كان عهد شارل حلو في مطالعه يوم حط البابا بولس السادس في مطار بيروت في محطة سريعة لمباركة بلد التعددية الدينية الوحيد في الشرق الأوسط الذي يتناوب في نظامه رؤساء موارنة مسيحيون على رأس السلطة وفق نظام توزيع طائفي فريد في العالم. ولكن الاستباحة سرعان ما اطلت برأسها في العهد نفسه مع اتفاق القاهرة والتهيئة لتفجير الحرب بعد سنوات. مع رحلتي يوحنا بولس الثاني في أيار 1997 وبينديكتوس السادس عشر في أيلول 2012 كانت الاستباحة في ذروة تفجرها ما بين شراكة النظامين الاسدي والإيراني بتآمر او بتجاهل دولي سافر ترك لبنان عرضة لشراكة الاستباحة الثلاثية بين سوريا وايران وإسرائيل .
ان يبدأ لاوون الرابع عشر زيارته للبنان وسط فائض الرعب من حرب تدأب إسرائيل على اطلاق الإنذارات المخيفة حيالها حتى عشية وصول البابا، وعلى نحو متعمد مكشوف، وان تمعن ايران في فحيح تدخلها السام، ويمعن "حزب الله" في سرديات المكابرة والتحدي بالسلاح ولو حشد عشرات الآلاف لاستقبال البابا … كل هذا يعني ان رسول السلام الأبيض يرفع اقوى "أسلحة" الفاتيكان، الدولة الروحية المجسدة لسلام المسيح، إلى أقصى درجات ما يملكه لحماية لبنان. ولكن الاستباحة ستحتاج إلى تحويل الزيارة إلى ما هو ابعد من شد عصب الوحدة اللبنانية، إلى حيث لا يقيم المستبيحون اعتبارا لكل ما لا يردعهم .
مع كل الحقائق الكابحة للفرح، لا نملك إلا ان نفرح لان جوهر البلد الرازح تحت الاستباحة لا يزال يملك الكثير مما هو اقوى من مستبيحيه، ولولا ذلك لما كان لاوون أهدانا الأيام الثلاثة التاريخية وما وراءها وأمامها من تاريخ لا يمحوه عتاة الاستباحة.





0 تعليق