طوّر علماء في الجامعة الفيدرالية الجنوبية الروسية مركّبًا عضويًا مبتكرًا قادرًا على تلوين البكتيريا ونقل معلومات دقيقة عن بيئتها المحيطة، من خلال تغيّر خصائصه البصرية تبعًا للظروف السائدة. ويؤكد الباحثون أن هذا الإنجاز يفتح آفاقًا جديدة لمراقبة العمليات الحيوية داخل الكائنات الدقيقة في بيئتها الطبيعية باستخدام المجهر، وهو ما يُعد خطوة مهمة نحو تطوير مضادات حيوية أكثر فاعلية.

وعلى خلاف الأساليب التقليدية، التي تعتمد على دراسة البكتيريا داخل المختبر وفي أطباق بتري، تعيش هذه الكائنات في الطبيعة ضمن ما يُعرف بـ«الأغشية الحيوية»، وهي تجمعات معقدة وفريدة من نوعها. وهنا تبرز أهمية المسبار الجزيئي الفلوري الجديد، الذي يتيح تحليل هذه البنى الدقيقة دون إتلافها.

ويشير الباحث ميخايل بولكوف من جامعة بيروغوف الطبية إلى أن العينات البكتيرية غالبًا ما تُزال من بيئتها الطبيعية أو تُزرع صناعيًا أو تُتلف لإجراء التحاليل الكيميائية والجينية. ويوضح أن البكتيريا داخل الأغشية الحيوية تعيش في بيئة محمية تحصّنها من العوامل المناعية والسوائل والأحماض، كما تمتلك بنية خاصة تُمكّنها من التفاعل مع كائنات دقيقة أخرى. ويضيف أن فهم آليات عملها في ظروفها الطبيعية يساعد على تحديد أهداف جديدة للتأثير عليها داخل الجسم الحي، ما يدعم تطوير مضادات حيوية ومطهرات حديثة.

ويُعد المسبار الجديد أداة واعدة لدراسة البكتيريا الممرِضة والنافعة على حد سواء، بما في ذلك تلك التي تستوطن الأغشية المخاطية للحلق. إذ يتفاعل المركب مع مستوى الحموضة، فيغيّر خصائصه البصرية والفلورية عند تعرّضه للضوء المرئي. وخلال الساعات الثلاث الأولى من دخوله الأغشية الحيوية، يقوم بتلوين المادة الخلوية الخارجية، أي الطبقة المخاطية المحيطة بالبكتيريا. ومع استمرار التعرض للضوء حتى 24 ساعة، يتغلغل الصبغ إلى داخل الخلايا، محدثًا ذروة في الفلورة.

ويرى مبتكرو هذا المركب أن خصائصه الفريدة تجعله أداة مثالية لتصوير بنية ووظائف الأغشية الحيوية، ما يلبي احتياجات علماء الأحياء الدقيقة والبيئة، إضافة إلى المتخصصين في علم وظائف الأعضاء وعلم الأعصاب.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك