أكد مهندسون كويتيون اليوم الأحد أهمية الابتكار في التقنيات الحضرية وتعزيز الهوية العمرانية العربية في إطار الاستدامة بما يتماشى مع متطلبات التنمية في المنطقة العربية.

جاء ذلك في تصريحات متفرقة لوكالة الأنباء الكويتية (كونا) في ختام أعمال ملتقى (مدن مستدامة بهوية عربية) الذي نظمته الأمانة العامة لاتحاد المهندسين العرب بالتعاون بين هيئة مكاتب ومؤسسات الهندسة الاستشارية العربية وهيئة المعماريين العرب برعاية جامعة الدول العربية بالقاهرة.

وقال المهندس عقيل مراد المتخصص في إدارة النفايات وإعادة التدوير والاستدامة انه قدم خلال الملتقى ورقة علمية بعنوان (الطرق الحديثة لإدارة النفايات المستدامة - دراسة تحليلية حول التقنيات الحديثة والاقتصاد الدائري) تناولت مستقبل إدارة النفايات في المدن العربية.

وأضاف أن ورقة العمل استندت إلى أحدث الدراسات العالمية والتجارب الرائدة في تحويل النفايات إلى موارد اقتصادية مع عرض تفصيلي للمشاريع الحديثة التي تعد ركائز أساسية في تحقيق الاستدامة منها مشروعات تحويل النفايات إلى طاقة وإعادة تدوير المخلفات الإنشائية وإنتاج الوقود المشتق من النفايات (RDF) ومعالجة النفايات العضوية لإنتاج الأسمدة والوقود الحيوي.

وأوضح مراد أنه استعرض نماذج عملية تساعد المدن العربية على الانتقال من نظام الطمر التقليدي إلى منظومات متقدمة قائمة على الاقتصاد الدائري بما يحقق وفورات مالية ويحافظ على الموارد الطبيعية ويحد من الانبعاثات.

ولفت إلى أن الدول العربية تمتلك فرصا كبيرة لتبني حلول مبتكرة في قطاع إدارة النفايات خاصة مع تزايد التحديات البيئية وارتفاع معدلات الإنتاج السنوي للنفايات مبينا أن التطوير المستدام يتطلب شراكة حقيقية بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني.

وأكد مراد أن التحول نحو مدن صديقة للبيئة يبدأ من تبني تقنيات حديثة أبرزها محارق تحويل النفايات إلى كهرباء وعمليات الفرز الذكي وتحويل البلاستيك إلى منتجات بترولية وإنتاج السماد العضوي من المخلفات الغذائية وهي مشاريع أثبتت فعاليتها في العديد من الدول المتقدمة.

وأشار إلى أن بناء مدن مستدامة يتطلب الاستثمار في المعرفة والتقنيات الحديثة والالتزام برؤى طويلة الأمد قادرة على تحسين جودة الحياة وحماية البيئة للأجيال المقبلة.

من جهته أكد رئيس اللجنة الفنية باتحاد المكاتب الهندسية والدور الاستشارية الكويتية المهندس ناصر المطيري أهمية استخدام مواد البناء الصديقة للبيئة الموفرة للطاقة القابلة لإعادة التدوير لافتا إلى إنه قدم ورقة عمل بعنوان (استخدام المواد المستدامة في البناء) وناقش خلالها مفهوم الاستدامة ومبادئها وعناصرها إضافة إلى مواد البناء في العمارة المستدامة وكيفية اختيارها.

وأوضح أن مواجهة التحديات المتعلقة باستخدام مواد البناء المستدامة تتطلب جهدا جماعيا من جميع الأطراف المعنية بما في ذلك الحكومة والمجتمع والقطاع الخاص مبينا أنه من خلال تطبيق الحلول المناسبة يمكن تعزيز استخدام هذه المواد وتعزيز الاستدامة في صناعة البناء مما يعود بالنفع على البيئة والمجتمع ككل.

وفي ورقة عمل بحثية بعنوان (السلامة والصحة المهنية واستراتيجيات متكاملة للتنمية المستدامة) سلطت المهندسة حنان المحمد خلال الملتقى الضوء على أهمية السلامة والصحة المهنية كعنصر أساسي في تحقيق التنمية المستدامة.

واعتبرت أن هذه القضايا "محورية" لتطوير بيئات العمل وتحسين جودة الحياة مما يسهم في بناء مدن تتماشى مع متطلبات التنمية المستدامة في المنطقة العربية.

وأوضحت المحمد أن ورقة العمل تناولت مجموعة من الاستراتيجيات التي تعزز من تطبيق مبادئ السلامة والصحة في مختلف المجالات مبينة أنه من خلال دمج هذه المبادئ في ثقافة العمل اليومية يمكن تحقيق توازن بين متطلبات الصحة والسلامة وأهداف التنمية المستدامة.

وأضافت أن الاستراتيجيات المقترحة تشمل تعزيز الثقافة المجتمعية حول السلامة عبر برامج توعية وتثقيف مستدامة كما يتطلب الأمر تطوير نظم إدارة فعالة تعتمد على التدريب المستمر والتقنيات الحديثة لتقليل المخاطر والحد من الحوادث في بيئات العمل.

وأكدت المحمد أن هذا التركيز لا يهدف فقط إلى حماية العمال بل يسعى أيضا إلى تعزيز الهوية العربية في مسيرة التنمية المستدامة مما يعكس التزام المجتمعات العربية بالمعايير العالمية.

ودعت إلى تبني سياسات واضحة من الحكومات العربية لدعم السلامة والصحة المهنية في جميع القطاعات خلال الفترة المقبلة على أن تشمل هذه السياسات برامج توعية وتثقيف فعالة اضافة إلى تشجيع الابتكار في أساليب العمل.

وقالت المحمد إن تحقيق بيئات عمل آمنة وصحية يعد جزءا لا يتجزأ من المساعي لبناء مستقبل يعكس التزام المجتمعات العربية بالتنمية المستدامة.

للمزيد تابع

خليجيون نيوز على: فيسبوك | إكس | يوتيوب | إنستغرام | تيك توك