أعلن البيت الأبيض أن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وقع أمرًا تنفيذيًا يوجه إدارته لدراسة تصنيف عدد من فروع جماعة الإخوان في الدول العربية، مثل مصر ولبنان والأردن، كمنظمات إرهابية أجنبية، وإدراجها ضمن قائمة "الإرهابيين العالميين المُصنّفين بشكل خاص".

وأشار البيت الأبيض، في بيان نشرته وكالة رويترز، إلى أن الرئيس ترامب يواجه شبكة الإخوان العابرة للحدود، والتي تُغذي الإرهاب وحملات زعزعة الاستقرار ضد مصالح الولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط، مؤكدًا أن هذا التحرك يعكس حرص الإدارة الأمريكية على حماية مصالحها ومصالح حلفائها الإقليميين.

ترامب يتوعد بضربة قوية للإخوان
 

وفي تصريحات سابقة لموقع "جاست ذا نيوز"، قال ترامب إن عملية التصنيف ستتم بأقوى العبارات، مؤكدًا أن الوثائق النهائية لاتخاذ القرار لا تزال قيد الإعداد، ووصف التحرك بأنه ضربة كبيرة للإخوان التي تواجه اتهامات أمريكية وغربية بالتطرف وزعزعة الاستقرار الإقليمي.

خطوة تكساس تمهّد الطريق
 

وتأتي تحركات ترامب بعد أقل من أسبوعين على قرار حاكم ولاية تكساس، جريج أبوت، بحظر جماعة الإخوان ومنظمة "كير" الأمريكية داخل الولاية، واتخاذ إجراءات تنفيذية، تضمنت فتح تحقيقات جنائية مع الجماعة والمجلس الأمريكي للعلاقات الإسلامية، معتبرًا أن هذه المنظمات تمثل تهديدًا بالعنف وتسعى لفرض قوانين خارج نطاق القانون الأمريكي.

وقال أبوت إن الهدف من الإجراءات هو مواجهة الأفراد أو الجماعات التي تسعى لفرض الشريعة الإسلامية بشكل غير قانوني، بما يتعارض مع دستور ولاية تكساس وقوانينها، وأن منظمة "كير" تُعتبر واجهة للجماعات المتطرفة.

محاولات سابقة فشلت بسبب "الدولة العميقة"
 

يذكر أن تحرك ترامب ضد الإخوان ليس جديدًا، فقد حاول خلال ولايته الأولى إدراج الجماعة على قوائم الإرهاب، إلا أن تلك الخطوات اصطدمت بما وصفه بـ "الدولة العميقة"، حيث عارض وزير خارجيته آنذاك ريكس تيلرسون تلك المحاولة، ما دفع ترامب لإقالته وتعيين مارك بومبيو في المنصب.

وفي أغسطس 2017، كشفت تحقيقات لوكالة "أسوشيتد برس" و"بوليتيكو" عن تعاقد الإخوان مع شركة لوبي مقابل 150 ألف دولار شهريًا لضمان عدم إدراج الجماعة ضمن قوائم الإرهاب الأمريكية، وحماية مصالحها من أي إجراءات عقابية.

تحذيرات متكررة من خطورة الإخوان على الغرب
 

خلال السنوات الأخيرة، تصاعدت الدعوات الأمريكية لتصنيف الإخوان كمنظمة إرهابية، مع تحذيرات من خطورة جماعة الإخوان على مصالح الولايات المتحدة والحضارات الغربية. ففي مقال لرئيس تحرير صحيفة "نيوزويك" بعنوان "لقد حان الوقت لتصنيف الإخوان منظمة إرهابية"، وصف جوش هامر الجماعة بأنها ليست حركة سياسية بريئة، بل مصدر أيديولوجي للتطرف منذ تأسيسها قبل نحو قرن، وبصماتها موجودة في كل التنظيمات الإرهابية الكبرى، مثل القاعدة وحماس.

كما ذكر موقع "دايلي واير" أن الولايات المتحدة مطالبة رسميًا بوضع الإخوان ضمن قوائم الإرهاب، مشيرًا إلى أن الجماعة تمثل تهديدًا مستمرًا على الأمن والاستقرار الإقليمي والغربي على حد سواء، وأن فشل تصنيفها سابقًا كان نتيجة السذاجة أو التجاهل المتعمد لمخاطرها.

من المتوقع أن يمثل هذا القرار القادم من إدارة ترامب رسالة قوية على المستوى الإقليمي والدولي، ليس فقط لإضعاف قدرة الإخوان على التحرك بحرية، وإنما أيضًا لقطع أي دعم محتمل لأنشطتها العابرة للحدود، ولتعزيز جهود الولايات المتحدة وشركائها في مواجهة التطرف والإرهاب الذي تموله الجماعة ويستفيد منه تنظيمات مسلحة في الشرق الأوسط.

ويأتي هذا التحرك في وقت تتزايد فيه الضغوط الدولية والإقليمية لمواجهة الجماعات الإرهابية، وهو ما يجعل إدراج الإخوان رسميًا على قوائم الإرهاب الأمريكية خطوة منتظرة تؤثر بشكل مباشر على تحركات الجماعة وسياساتها المستقبلية.