تواصل نيوز - تراجعت أسعار النفط اليوم بشكل ملحوظ بعد صدور بيانات أمريكية كشفت عن ارتفاع غير متوقع في مخزونات الوقود، مما خفّف مخاوف الأسواق بشأن نقص الإمدادات العالمية. ويأتي هذا الانخفاض وسط تطورات جيوسياسية مفاجئة، وتحركات دبلوماسية مرتبكة بين واشنطن وموسكو، إلى جانب توقعات دولية بحدوث فائض قياسي في أسواق النفط خلال 2025.

هبوط النفط بعد بيانات المخزون الأمريكي

انخفض خام برنت بنسبة 2.1% مسجلاً 63.51 دولارًا للبرميل، كما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بالنسبة ذاتها ليتداول فوق 59 دولارًا. ويعد هذا الانخفاض الأكبر خلال أسبوع واحد مع استمرار الضغوط على الأسعار.

وجاء هذا التراجع بعد تقرير حكومي أظهر ارتفاعًا في مخزونات الوقود الأميركية ومنتجات التكرير، وهو ما خفّف المخاوف بشأن نقص الإمدادات، خاصة مع اقتراب فصل الشتاء.

تحركات دبلوماسية تربك أسواق الطاقة

شكلت زيارة الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي إلى تركيا مفاجأة للأسواق، حيث تهدف الزيارة إلى "تنشيط المفاوضات" لإنهاء الحرب، في وقت تحدثت فيه تقارير عن مشاورات أميركية–روسية غير معلنة رغم نفي الكرملين ذلك.

كما كان من المقرر أن يلتقي المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف قادة أوكرانيا في تركيا، لكن رحلته تأجلت، ما فتح المجال أمام تكهنات جديدة بشأن مستقبل الأزمة.

عقوبات أمريكية وقلق من نقص الديزل

تترقب الأسواق دخول العقوبات الأميركية الجديدة ضد شركتي روسنفت ولوك أويل الروسيتين حيز التنفيذ خلال أيام، وهو ما يهدد بتفاقم نقص الديزل عالميًا نظرًا لدور روسيا الرئيسي في السوق.

وزارة الخزانة الأميركية أكدت أن القيود بدأت تؤثر بالفعل في قدرة روسيا على التمويل، خاصة مع تراجع مستويات الديزل المعروض عالميًا، الأمر الذي رفع المخاوف قبل حلول الشتاء.

ارتفاع مخزونات الوقود يدعم التراجع

خففت بيانات إدارة معلومات الطاقة الأميركية من حدة المخاوف، إذ أشارت إلى ارتفاع مخزونات البنزين ونواتج التقطير للمرة الأولى منذ أكثر من شهر.

كما شهدت عقود زيت التدفئة انخفاضًا بلغ 5.2% بعد أن لامست مستويات قياسية، ما ضغط على قطاع الطاقة بأكمله.

وقال مات سميث، كبير محللي النفط في "كبلر"، إن زيادة نشاط التكرير مع انخفاض الطلب ضمنيًا على البنزين ونواتج التقطير أديا إلى ارتفاع المخزون، رغم أن الزيادة في نواتج التقطير كانت محدودة.

توقعات عالمية بفائض قياسي في 2025

يتزامن هبوط الأسعار مع توقعات وكالة الطاقة الدولية بتحقيق فائض قياسي في المعروض العام المقبل، نتيجة زيادة الإنتاج داخل وخارج تحالف أوبك+.

كما ينتظر المستثمرون البيانات المتراكمة بعد انتهاء الإغلاق الحكومي الأميركي، خصوصًا تقارير لجنة تداول العقود الآجلة حول التزامات المتداولين، التي ستصدر بكثافة حتى 23 يناير.