نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
اغتيال الطبطبائي يخلط الأوراق والرد غير محسوم ... "حزب الله": على الصهاينة أن يبقوا قلقين - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 11:50 صباحاً
لا شك في أن السؤال البديهي بعد الاغتيال يكمن في معرفة رد "حزب الله" على تصفية أرفع قيادي منذ بدء سريان اتفاق وقف النار، وهو العسكري الأرفع في الحزب منذ اغتيال القيادي السابق فؤاد شكر في 30 تموز/ يوليو 2024.
فالحزب يتلقى بصدره منذ عام عدم إلزام تل أبيب اتفاق وقف النار ويدفع ضريبة اختلال قواعد الاشتباك في ظل موازين قوى مختلفة عن المرحلة التي سبقت "حرب الإسناد"، وبالتالي لم يخرج من دائرة الصبر التي وضع نفسه فيها منذ 27 تشرين الثاني/ نوفمبر 2024
.
ولكن ما حدود المناورة التي سيراوح ضمنها بعد ارتفاع أعداد كوادره وعناصره الذين يتعرضون للاغتيال اليومي، سواء في الجنوب أو البقاع ومناطق أخرى، فيما كان ينظر إلى الضاحية الجنوبية لبيروت على أنها خط أحمر، يضع تجاوزه الحزب أمام وجهة وحيدة هي العودة إلى المواجهة الدفاعية؟
حتى تاريخه، لم يعلن الحزب توجهه بعد اغتيال أرفع مسؤول عسكري في صفوفه، ولم يصدر بياناً بعد الاعتداء غير المسبوق على الضاحية الجنوبية منذ أكثر من عام .
فالموقف الرسمي لـ"حزب الله" أعلنه رئيس المجلس التنفيذي في الحزب الشيخ علي دعموش الذي لم يكشف طبيعة تصرف المقاومة بعد الاغتيال، وترك الأمور في مرمى الغموض مستخدماً عبارة "على الصهاينة أن يبقوا قلقين لأنهم ارتكبوا خطأً كبيرا".
تلك العبارة لم تحسم ما إذا كان الحزب سيردّ أو لا، ولكن يبقى تعديل قواعد الاشتباك في التوقيت الذي يراه مناسباً، وإن تكن المؤشرات تشي بأن تلك اللحظة لم يحن أوانها بعد. وفي موازاة ذلك، يُنتظر ما ستقوم به الحكومة التي تحتكر وحدها قرار الحرب والسلم، وتكرر يومياً أنها صاحبة السلطة الوحيدة على كامل التراب اللبناني بقواها الذاتية.
من جهة أخرى، يبقى الحزب بين خيارين لا ثالث لهما: إما أن يردّ على اغتيال الطبطبائي بما يتناسب مع مكانته الحزبية الرفيعة، وبالتالي تحمّل تداعيات الرد، وإما أن يتعالى عن جراحه ويترك الأمر في عهدة لبنان الرسمي العاجز حتى عن إدانة الاغتيال أو إعادة تسمية إسرائيل بصفتها التي ينص عليها الدستور، وهي ببساطة عدوة لبنان .
لكن ثمة من يعتقد أن ليس على الحزب أن يسير في ركب الأجندة الإسرائيلية التي تفرض عليه ردود أفعال لا ينوي راهناً القيام بها، وستكون تداعياتها ضخمة على لبنان وليس فقط على جمهور المقاومة الذي سيكون أمام تكرار لمعاناة النزوح، سواء من الجنوب أو البقاع أو الضاحية الجنوبية لبيروت، في ظل ظروف داخلية اختلفت جذرياً عن تلك التي رافقت العدوان الأخير على لبنان.
تشييع الطبطبائي. (أ ف ب)
أيا يكن الأمر، من المسلّم به أن "حزب الله" لا يتصرف في طريقة تعامله السياسية بردة فعل فورية، وإنما بعد تهيئة الظروف المناسبة لكيفية الرد ومكانه وتوقيته .








0 تعليق