نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
هل زرع ترامب السلام أم قطفه؟ - تواصل نيوز, اليوم الأربعاء 15 أكتوبر 2025 05:59 صباحاً
تواصل نيوز - "أنهيتُ 7 حروب في 7 أشهر".
صناعة الشعارات علامة تجارية مميزة للرئيس دونالد ترامب. لولاها، لربما عجز عن الوصول إلى البيت الأبيض. كان آخرها ما قاله في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر الماضي، حين ادعى إنهاء هذا الكم من الحروب بوتيرة قياسية، ورنانة. وبحسب ترامب، كانت حروباً "لا يمكن إنهاؤها".
لكن المسافة بين شعاراته والواقع غير مستقرة. سجلُّ ترامب في إنهاء الحروب السبع ملتبس. وما يفاقم التشكيك بقدرته الشخصية في هذا الإطار أنه يخطئ بتسمية الدول المتحاربة، مثل "أبربيجان وألبانيا". قد يكون المراقب متشائماً، لكن ليس بإمكان الرؤساء وقف حروب لا يعرفون أسماء الدول المنخرطة فيها، أو أسوأ، في أي بقعة جغرافية تقع؛ ثمة صعوبة مثلاً في تخيل حرب تندلع بين "كمبوديا وأرمينيا".
يصبح وقف الحروب أسهل، حين يتفق المتحاربون على التهدئة، ثم يحملون معهم اتفاقهم إلى واشنطن للمصادقة عليه. هذا ما حصل مثلاً مع الهند وباكستان، وأذربيجان وأرمينيا.
هل ينطبق ذلك على غزة؟
بعكس غالبية النزاعات الأخرى، بذلت الإدارة على الأقل جهداً حثيثاً لوقف هذه الحرب. لم يكن الجهد نفسه هو الذي أفضى بشكل رئيسي إلى بداية الحل. كان الانتصار الإسرائيلي على "محور المقاومة" مساهماً أكبر في إمكانية قبول تل أبيب بوقف الحرب. يمكن التفكير بنقاط عدة. لو كان ترامب رئيساً خلال هجوم 7 أكتوبر/تشرين الأول لما قبلت إسرائيل بأي ضغط لوقف الحرب، وعلى الأرجح، لما فرض ترامب أي ضغط عليها قبل إنهاك "حماس".

قمة السلام في شرم الشيخ (أ ف ب)
كذلك، وبالرغم من أن ترامب شارك في قصف البرنامج النووي الإيراني، ثمة مؤشرات تفيد بأنه لم يكن ليقدم على هذه الخطوة لولا تدمير إسرائيل الجزء الأكبر من الدفاعات والصواريخ الباليستية الإيرانية. الاحتمال الأكبر هو أن رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أراد من حربه إفشال محادثات ترامب مع الإيرانيين، بعد تقارير عن إمكانية سماح الإدارة لإيران بحق امتلاك قدرات تخصيبية، وهو أمر أثار حفيظة "الصقور" في أميركا، من بينهم ديموقراطيون. بالتسلسل المنطقي نفسه، كان لوقف ترامب الحرب بين إسرائيل وإيران مفعول إعلاني لنهاية الأهداف الإيرانية الأساسية أمام الجيش الإسرائيلي.
ثالثاً، خسرت "حماس" ما يمكن أن تكسبه من إطالة المعركة. لم يعد الرهائن يشكلون ورقة ضغط على الحكومة الإسرائيلية التي أظهرت بوضوح أنها ستواصل الحرب على الحركة ولو خاطرت بحياة الرهائن. ويبدو، بحسب "وول ستريت جورنال" على الأقل، أن "حماس" كانت ستخسر الدعم الديبلوماسي من مصر وقطر وتركيا في حال رفضت الاتفاق. مع ذلك، لم يكن بإمكان هذا الضغط أن يحصل لولا تمتع ترامب بعلاقات إيجابية مع دول المنطقة، وعلاقة أمنية جديدة "شبه أطلسية" مع قطر. يضاف إلى ذلك قدرته على إحراج نتنياهو، عبر إظهاره غير مبالٍ بمصير الرهائن في حال رفض الاتفاق، وتمتعه بشعبية إسرائيلية تفوق شعبيته.
معنى أن تكون رئيساً أميركياً
تبقى قضية تصديق أن بإمكان أي رئيس إنهاء الحروب بمفرده قضية جدلية بالحد الأدنى. فالنزاعات تنتهي بتعب المتحاربين أو انقلاب موازين القوى. لكن الأكيد أنه مهما تكن أسباب السلام (أو الهدنة على الأقل)، تظل الولايات المتحدة وجهة العالم الأولى لمباركة الوضع المستجد. أن يكون على رأسها شخصية تحب الصفقات وتحسن استغلال الفرص مزية إضافية.
0 تعليق