منصة تتويج عمرها 59 عاماً… كيف أصبح القادة السعوديون جزءاً من حكاية “قلادة الكشاف العربي”؟ - تواصل نيوز

اخبار جوجل 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
منصة تتويج عمرها 59 عاماً… كيف أصبح القادة السعوديون جزءاً من حكاية “قلادة الكشاف العربي”؟ - تواصل نيوز, اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 10:51 صباحاً

تواصل نيوز - على منصة عربية ظلّت شاهدة على ستة عقود من العطاء، يتكرر المشهد ذاته بعمقه ورسالته: قائد كشفي سعودي يرتقي ليُتوَّج بأرفع وسام عربي في خدمة الحركة الكشفية… قلادة الكشاف العربي.
لكن خلف هذا المشهد الاحتفالي المتكرر، تختبئ قصة طويلة من الاجتهاد والتفاني، ترسم ملامح مسيرة وطن، وتوثّق حضوراً سعودياً ثابتاً لا يعرف التراجع.
منذ عام 1966م، تاريخ إقرار القلادة، وحتى اليوم، صعد ستة عشر قائداً سعودياً إلى منصة التتويج؛ ستة عشر اسماً حمل كل واحدٍ منهم جزءاً من تطور التجربة الكشفية في المملكة، وأثرى السجل العربي بإسهاماته؛ منهم من قدّم بحوثاً علمية غيّرت أساليب العمل الكشفي، ومنهم من ترك مؤلفات أصبحت مراجع، ومنهم من عمل بصمت في اللجان العربية، فصنعوا أثراً لا يُرى إلا عندما تُعلن أسماؤهم أمام الوفود العربية.
ليست القلادة مجرد قطعة معدنية تُعلق على الصدر؛ إنها لحظة اعتراف رسمي بأن سنوات العطاء لم تذهب هباءً، وأن البذل الذي ظلّ بعيداً عن الأضواء وجد أخيراً من يشعل له نوراً.
التكريم – كما يراه كثير من القادة – ليس نهاية الرحلة، بل دفعة معنوية تُعيد للإنسان يقينه بأن ما يقدمه يُحدث فرقاً، وأن العمل التطوعي حين يتجاوز حدود ذاته يتحول إلى أثر أعمق من مجرد مشاركة.
ولعلّ الأسماء السعودية التي حملت القلادة على مدى 59 عاماً، من عبدالرحمن التونسي وعباس حداوي ومعالي الدكتور عبدالله نصيف، ومعالي الدكتور محمد الرشيد وصولاً إلى الدكتور عبدالله بن جحلان، تحمل دليلاً واضحاً على أن المملكة لم تقف يوماً على هامش العمل الكشفي العربي.

ومع تتويج المؤتمر الكشفي العربي الـ31 في أبوظبي للدكتور علي الحفاشي، ومنح القلادة كذلك للأمين العام للاتحاد العالمي الإسلامي للكشافة والشباب الدكتور زهير غنيم – كأحد المتعاونين عربياً وعالمياً – بدا المشهد امتداداً طبيعياً لتاريخ سعودي طويل من الحضور المؤثر.
لم يأتِ هذا التميز من فراغ؛ فالتاريخ الكشفي السعودي حافل بإنجازات تبدأ من المخيمات المحلية، وتمتد إلى قاعات المؤتمرات العربية والعالمية؛
وحين يعلن المؤتمر العربي اسم قائد سعودي في قائمة المتوجين، فإن ذلك ليس مجرد تقدير لمساهمته الفردية؛ بل شهادة متجددة على أن السعودية تمتلك قيادات كشفية عالية الكعب، أهلٌ للاستحقاق، وأبعد ما تكون عن المجاملة.
ولأن المؤتمرات الكشفية العربية لطالما شهدت حضوراً سعودياً مميزاً، فقد أصبح التكريم جزءاً من هذا الحضور ومن صورة الكشافة السعودية في الخارج؛ صورة تعتمد على العمل والمنجز لا على الظهور، وعلى المبادرة لا على الانتظار.
هكذا، ومع مرور 59 عاماً، لم تعد قلادة الكشاف العربي مجرد وسام في تاريخ الحركة الكشفية السعودية، بل تحولت إلى فصلٍ كامل من حكاية وطنٍ يؤمن بأن العطاء هو الطريق الأكثر وضوحاً نحو التقدير، وأن المنصات العربية تبقى دائماً جاهزة لاستقبال اسم سعودي جديد… لأنها اعتادت أن تراه هناك.

مبارك بن عوض الدوسري
@mawdd3

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق