نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
تسخين نتنياهو جبهات غزة والضفة ولبنان يضع المنطقة على بعد خطوة من تجدّد الحرب - تواصل نيوز, اليوم الثلاثاء 25 نوفمبر 2025 06:39 صباحاً
لطالما كانت الحسابات السياسية الداخلية هي التي دفعت برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى إطالة أمد الحرب على غزة لمدة عامين. وهي الحسابات ذاتها التي تقف، إلى حد كبير اليوم، خلف التصعيد الواسع في القطاع والضفة الغربية وسوريا ولبنان، والمجازفة بإسقاط الخطة الأميركية للسلام.
هذا ما يستشف من كلام نتنياهو في الجلسة الأسبوعية للحكومة الإسرائيلية الأحد قبيل اغتيال القيادي في "حزب الله" هيثم الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت. إذ قال إن "كل الأحاديث عن أننا مضطرون للحصول على موافقات من جهة معينة (لشن هجمات) هي كذب مطلق. نحن نعمل من دون الاعتماد على أي طرف"، في إشارة إلى الرئيس الأميركي دونالد ترامب. رد الفعل الأميركي على الغارة أتى متناغماً مع السردية الإسرائيلية حول الاستهداف.
ركام في موقع اغتيال الطبطبائي في الضاحية الجنوبية لبيروت.(أف ب)
وبما أن الأحداث الجارية على ارتباط ببعضها البعض، يلاحظ أن التسخين المتجدد للجبهات، تزامن مع صدور تحقيق الجيش الإسرائيلي في الإخفاق أمام هجوم "حماس" على غلاف غزة في 7 تشرين الأول/أكتوبر 2023، وإقالة رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير عدداً من كبار الضباط بتهمة التقصير. والخلاصات التي توصل إليها التحقيق العسكري تخلق بيئة مناسبة لتجديد المطالبات بتشكيل لجنة تحقيق رسمية، لتحديد المسؤوليات في المستوى السياسي عن الإخفاق، الأمر الذي يرفضه نتنياهو، بحجة أن الحرب لا تزال مستمرة.
ومن خلال تحريك الميدان الآن، يسعى نتنياهو إلى الدفع عن نفسه تهمة الخصوم، بتحويل إسرائيل إلى الولاية الرقم 51 للولايات المتحدة وبفقدان القرار المستقل.
وهذه إحدى غايات القصف المتواصل منذ أيام على مناطق متفرقة من غزة. ولا ينفصل عن ذلك، تزايد اعتداءت الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في الضفة الغربية، التي أدت إلى تهجير ثلاثة مخيمات هناك. حجم الارتكابات الإسرائيلية في الضفة، حمل منظمة "هيومن رايتس ووتش" التي تتخذ الولايات المتحدة مقراً لها، إلى وصف ما يجري في الضفة بأنه يرقى إلى جرائم حرب تستوجب محاسبة المسؤولين الإسرائيليين عنها.
وباغتيال الطبطبائي، دفعت إسرائيل التوتر الإقليمي إلى ذروة جديدة، في خط بياني متصاعد منذ أشهر. وغير بعيد عن عملية الاغتيال، أعلن الجيش الإسرائيلي حال التأهب في قواته على الحدود مع لبنان، تحسباً لرد من "حزب الله"، وبدأ مناورات تستمر أياماً في الجليل الشرقي.
لا يقتصر التمادي الإسرائيلي على غزة والضفة ولبنان، إذ دخل نتنياهو الأسبوع الماضي، إلى المناطق السورية التي احتلتها إسرائيل خارج المنطقة العازلة بعد سقوط نظام بشار الأسد قبل نحو عام. واعتبرت هذه الخطوة استفزازاً متعمداً غايته الرد على زيارة الرئيس السوري أحمد الشرع لواشنطن ولقائه ترامب.
ثم جاءت زيارة ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان إلى واشنطن، التي أعطت دفعة كبيرة للعلاقات الأميركية-السعودية، ما أشعر نتنياهو بالتهميش، لا سيما في غياب اختراق على صعيد توسيع الاتفاقات الإقليمية.
وعلى وقع المستجدات الميدانية، كتبت افتتاحية صحيفة "هآرتس" الإسرائيلية الأحد: "يبدو أن إسرائيل تعمل على التحضير لحرب متجددة في لبنان وغزة، بهدف عرقلة تنفيذ خطة ترامب المكونة من 20 نقطة. الخطة التي يُعلنها ترامب - مساراً للسلام في الشرق الأوسط - لا تحظى بالتطبيق الأميركي الكافي، وإسرائيل تستغل الفراغ لخلق واقع يعيق تقدمها".
وإذا كان ثمة هامش أميركي متاح أمام إسرائيل للتحرك ضمن حيز لا يهدد بنسف خطة ترامب، فإن نتنياهو على بعد خطوة من كسر هذا الهامش والعودة إلى الحرب الشاملة.












0 تعليق