نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
بدريّة البشر في بودكاست مع نايلة: "رضى وتواضع وحبّ" (فيديو) - تواصل نيوز, اليوم الخميس 27 نوفمبر 2025 07:19 مساءً
في حلقة جديدة من "بودكاست مع نايلة"، استضافت نايلة تويني الروائية السعودية بدريّة البشر التي استهلّت الحوار بتحيّة تقدير عميق لنايلة تويني، هي التي رأت فيها التجسيد الحيّ لـ"لبنان الحرّ"، وامتداداً لمدرسة غسّان تويني في الدفاع عن الكلمة. تحدثت عنها كصوتٍ لا ينكسر، وامرأة تقاوم بعنادٍ نبيل كي يبقى الحرف واقفاً في بلدٍ يتهاوى من حوله. وبنبرة محبّة صادقة، أكدت بدرية أن حضور نايلة ليس مجرد حضور إعلامي، بل فعل مقاومة ثقافية يعيد الاعتبار للصحافة وللقيمة التي يصنعها الإيمان بالكلمة. فرؤية بدرية لنايلة كانت واضحة: "أنتِ لبنان الحرّ… ابنة غسّان تويني… وصمودك عناد جميل يُبقي الحرف حيّاً".
عندما سألتها نايلة كيف تعرّف عن نفسها، ابتسمت بدرية قائلة: "كل عشر سنوات أكتشف تعريفاً جديداً لي"، فهي روائية وكاتبة وأستاذة جامعية وأم وزوجة، لكنها تعتبر كل هذه مجرد أدوار. ما تنتمي إليه فعلاً هو اسمها. تحب معنى بدرية، وترى فيه الضوء الذي حاولت حمله منذ طفولتها حتى اليوم.
" title="YouTube video player" frameborder="0">
البداية… من خارج المنهج
بدأت رحلتها بلحظة اكتشاف مفصلية: حين أدركت أن هناك كتباً خارج المنهج المدرسي. تلك الشرارة الأولى، قصة وجدتها بالمصادفة كانت نقطة التحوّل التي فتحت لها أبواب الأدب. منذ ذلك اليوم، فهمت أن القراءة اختيار يوسّع الحياة، لا واجب تفرضه المناهج.
وفي عالم اليوم الذي تهيمن عليه السرعة والخوارزميات وعبادة الكفاءة، تتحدث بدرية بوضوح عن القيمة وعن المال الذي بات يُحرّك الكثير. وتشدّد على دور الجيل الأكبر في إرشاد الشباب وتحويل التعليم إلى بوصلة تحفظ المعنى. وتشيد بالنهضة الثقافية في السعودية، وبأهمية المدارس ودور الأهالي في زمن تتغيّر فيه الأشياء بسرعة مذهلة.
المرأة العربية… وتأثير البدايات
وعندما سألتها نايلة عن المرأة في العالم العربي، تتحدث بدريّة بثقة المرأة التي شُكّل وعيها على يد غادة السمان ونوال السعداوي، والتي وجدت في لبنان باباً للطباعة والنشر، إذ صدرت أول عشرة كتب لها من بيروت. وتصف ذلك بأنه الحظ الذي ساعدها على إيصال صوتها إلى قرّاء المنطقة.
روائية أولاً، وصحافية لخدمة الرواية
وعندما سألتها نايلة: هل أنتِ صحافية أم روائية؟ أجابت بلا تردد: "أتمنى أن أكون روائية… استخدمت الصحافة لخدمة الرواية". لكن القلق يظل قائماً: هل سيبقى الكتاب؟ وهل ستصمد القراءة؟ وتشير إلى الأمسيات الثقافية في السعودية، و"موضة حمل الكتاب"، متمنية أن تكون أكثر من مجرد موجة عابرة.
ترى بدرية أن الكتابة شغف، لكنها أيضاً تمرين وقراءة وموهبة. وهي تعتبر نفسها "موظفة لدى الكتابة"، ملتزمة بروتين صحّي صارم. وتبقى روايتها "شارع الأعشى" الأقرب إلى قلبها، لأنها كما يقول قرّاؤها: "علّمتنا أن نؤمن بالحب… وأن نعرف كيف نحب". فالحب بالنسبة إليها مدرسة تعلم الإصغاء والفهم والتقبّل.
الأمومة… وانفتاح القلب
أما الكلمة التي تكررها لأولادها فهي: "أنا أحبّكم". وهي تؤمن بأن الإنسان الذي يبقى منفتحاً على زوايا الحياة هو وحده الذي يتعلم. وعن أعمالها، تقول إن ما يميّز قصصها هو الإطار الفلسفي الذي تحتضنه، والذي يمنح الحكاية معنى إضافياً.
وفي حديثها عن العمل مع زوجها، تتحدث عن شراكة تقوم على المشاركة المتبادلة.
ولكل شابة مقبلة على الزواج، نصيحتها مختصرة: "القلب أولاً". تفخر بأن روايتها "شارع الأعشى" تُرجمت إلى عدة لغات، وهو دليل على عالمية تجربتها السردية.
وعندما سألتها نايلة عن قهوتها، أجابت بدريّة بأنها تشربها مرّة، والحياة "حلوة ومرّة". والرضى بالنسبة إليها محطة يصلها الإنسان عندما يكفّ عن الركض.
وهكذا، يخرج المشاهد من حديث بدا أقرب إلى فصل من سيرة امرأة كتبت حياتها بنبرة صافية ورؤية ثابتة، تمضي بثقة بين الضوء والظل وتحمل اسمها قبل أيّ لقب.











0 تعليق