نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
خطبة الجمعة في مصر تحرّم ذهاب الأولاد للمدارس بسبب فيروس جديد؟ النهار تتحقق FactCheck - تواصل نيوز, اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 03:00 مساءً
تواصل نيوز - انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي في مصر خبر يدّعي أن "خطبة الجمعة الماضية حرمّت ذهاب الأولاد إلى المدارس بسبب انتشار فيروس جديد". الا ان هذا الزعم غير صحيح. FactCheck#
"النّهار" دقّقت من أجلكم
الخبر بدأ ينتشر عقب صلاة الجمعة أمس الجمعة. وجاء فيه (من دون تدخل): "خطبة الجمعة النهاردة عن متحور الانفلونزا الجديد 2025. خطبة الجمعة عن حرمانية ذهاب الاولاد للمدرسة وهما عندهم متحور الانفلونزا الجديد علشان ما يعدوش الطلبة في المدرسة حد يوصل الرسالة دي لوزير التربية والتعليم".
@user9324303056234 خطبة الجمعة النهاردة عن متحور الانفلونزا الجديد 2025 خطبة الجمعة عن حرمانية ذهاب الاولاد للمدرسة وهما عندهم متحور الانفلونزا الجديد علشان مايعدوش الطلبة في المدرسة حد يوصل الرسالة دي لوزير التربية والتعليم #وزير_التربية_والتعليم #الاجازة#التقيمات ♬ original sound - صاحبة القصة
الخبر الخاطئ المتناقل (تيك توك)
ما حقيقة الأمر؟
بيد أن التحقق قاد إلى أن هذه المزاعم غير صحيحة تماما.
في الواقع، لم تتضمن الخبطة المعتمدة من وزارة الأوقاف المصرية، والتي يتم توزيعها على المساجد، أي إشارة إلى وجود فيروس جديد، أو تحريم ذهاب الأولاد إلى المدارس.
وقد نشر الحساب الرسمي للوزارة على موقع فايسبوك، بتاريخ 19 تشرين الثاني/نوفمبر الجاري، عنوان خطبة الجمعة الرئيسية، وهو "كن جميلًا ترَ الوجود جميلًا". أما عنوان الخطبة الثانية القصيرة، فهو "حرمة التعدي على الجار".
منشور وزارة الأوقاف المصرية في الفايسبوك (19 تشرين الثاني 2025)
ويمكن قراءة نصي الخطبتين الأولى والثانية في الموقع الرسمي للوزارة الذي نشرهما في 21 منه، أي يوم الجمعة عقب الصلاة. وبمراجعتهما، يتبين انها لم يأتيا على ذكر وجود فيروس أو تحريم ذهاب الأولاد إلى المدارس بسبب انتشار عدوى.
وجاء في الخطبة الأولى: "اللهُ سبحانه وتعالى جميلٌ يحبُّ الجمالَ، فكلُّ جمالٍ في الوجودِ من آثارِ صنعتِهِ وبديعِ خلقتِهِ، وليس الجمالُ في زينةِ الثيابِ أو بريقِ الذهبِ، بل الجمالُ الحقيقيُّ هو جمالُ الروحِ، وكمالُ السلوكِ، وارتفاعُ الهممِ، وتطهيرُ القلبِ، فمن كان صدرُهُ فضاءً رحبًا للخلقِ، وعلاقتُهُ بالأكوانِ من حولِهِ صفاءً عذبًا، رأى كلَّ ما حولَهُ منسجمًا مرتَّبًا، وصار الكونُ كلُّهُ بيتًا محبَّبًا.
فالنفسُ الجميلةُ لا تبحثُ عن العيوبِ والزللِ، ولا تترصَّدُ الهفواتِ والعللَ، بل تبدأُ مسيرتَها بحسنِ الظنِّ، والتماسِ العذرِ، وتحقيقِ الرفقِ، فجمالُ المرءِ يبدأُ من ذوقِهِ وأدبِهِ ورقيِّهِ في التعاملِ مع الغيرِ في حالِ وفاقِهِ أو اختلافِهِ، فيصيرُ خُلُقًا يمشي على الأرضِ، ونورًا يتشكَّلُ في الأفعالِ، فيظهرُ جميلًا، ويرى الوجودَ من حولِهِ جميلًا".
أما الخطبة الثانية، فركزت على "علاقةُ الجوارِ". وقالت إنه "رابطةٌ مقدسةٌ تتجاوزُ حدودَ المصالحِ العابرةِ لتغدو معيارًا لصدقِ الإيمانِ وسلامةِ القلبِ، فالجارُ هو مرآتُكَ الصادقةُ، وميزانُ إحسانِكَ الخفيُّ، فالجوارُ الصالحُ سترٌ وأمانٌ، يدفنُ حسناتِكَ حياءً، ويسترُ سيئاتِكَ كرمًا، فلا يكتملُ الإيمانُ ولا يطمئنُّ القلبُ حتى يأمنَ جارُكَ شرَّكَ، فاجعل بيتَكَ حصنًا لكَ، ولا تجعلْ جدارَ جارِكَ بابًا لزلَّاتِكَ".
فصونُ عرضِهِ ومالِهِ أوجبُ، والصبرُ على أذاهِ محبةٌ إلهيةٌ، ففي قدسيةِ هذا الجوارِ يكمنُ سرُّ المودةِ والسكينةِ، قال الجنابُ المعظمُ صلى اللهُ عليه وسلم: «مَا زَالَ جِبْرِيلُ يُوصِينِي بِالجَارِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ سَيُوَرِّثُهُ».
نصا الخطبتين منشوران في موقع وزارة الاوقاف المصرية في 21 تشرين الثاني 2025
ولكن من أين جاء هذا الخبر المتداول؟
بعد البحث، اتضح أن خطبة الجامع الأزهر الشريف، والتي لا تخضع لرقابة وزارة الأوقاف المصرية، تناولت مسألة ضرورة حرص الفرد، إذا كان مريضا، ولكن في سياق موضوعها: "كف الأذى عن النفس والغير من شعب الإيمان".
وقد ألقى هذه الخطبة الدكتور عباس شومان، وكيل الأزهر الأسبق الأمين العام لهيئة كبار العلماء، وتمت إذاعتها على قنوات التلفزيون المصري، ونشرها الحساب الرسمي لـ"الجامع الأزهر" على فايسبوك في 21 منه.
وجاء في نص الخطبة: "الشرع جاء بسبل الوقاية وفتح باب الطب والدواء، واستدل على سبق الشريعة في مجال الصحة العامة بأن النبي صلى الله عليه وسلم هو أول من نادى بالحجر الصحي، واضعاً قاعدة طبية متقدمة في التعامل مع الأوبئة بقوله عن الطاعون: "إذا سمِعْتُم به بأرضٍ فلا تَقدَمُوا عليه، وإذا وقَعَ بأرضٍ وأنتم بها فلا تَخرُجوا فِرارًا منه"، وهذا المنع من الخروج لمن هو داخل الأرض الموبوءة يحمل كشفاً طبياً عظيماً، وهو منع انتشار المرض من حامليه الذين لم تظهر عليهم الأعراض بعد (فترة الحضانة)، مما يرسخ مبدأ العزل لحماية المجتمع، وهو دليل على أن هذا التشريع مستمد من علم الحكيم الخبير.
وتابع: "من يصاب بنزلات البرد وغيرها من الأمراض المعدية يلزمه شرعاً أخذ الاحتياطات اللازمة لعدم الإضرار بالآخرين، عبر اعتزال أماكن تجمع الناس أو اتخاذ أقصى أسباب الوقاية عند الاضطرار للخروج، لأن هذا واجب مستند إلى قاعدة "كف الشر عن الناس" المذكورة في الحديث الشريف: "تَكُفُّ شَرَّكَ عَنِ النَّاسِ فإنَّها صَدَقَةٌ مِنْكَ علَى نَفْسِكَ".
كذلك حذّر شومان من "خطأ بعض الآباء والأمهات الشائع في إخفاء مرض أطفالهم المعدي وإرسالهم إلى المدارس"، معتبراً هذا الفعل "إيذاءً متعمداً وخيانة تخالف القاعدة الشرعية: "لا ضرر ولا ضرار".

ونشرت قناة على يوتيوب شعائر صلاة الجمعة كاملة، بعنوان: "شعائر صلاة الجمعه اليوم 21-11-2025 الجامع الازهر الشريف - بث مباشر". ويظهر فيها الحديث عن وجوب الوقاية وحماية المجتمع، إذا كان الفرد مريضا، ابتداء من الدقيقة 48:56.
الفيديو منشور في حساب مدارس التلاوة للقران الكريم في يوتيوب، في 21 تشرين الثاني 2025
وتواصلت "النهار" مع وزارة الأوقاف المصرية، لكن مسؤوليها رفضوا التعليق على الأمر، وأكدوا التزامهم الخطبة المعلنة، من دون أي تعليق على خطبة الجامع الأزهر الشريف.
وزار الصحة: الوضع الوبائي مستقر
من جهتها، علّقت وزارة الصحة المصرية رسميا على مزاعم انتشار فيروس جديد، وذلك عبر صحفتها في الفايسبوك. وأكد المتحدث باسمها الدكتور حسام عبدالغفار أن "الوضع الوبائي للفيروسات التنفسية في مصر مستقر تمامًا، ولا داعي للقلق".
وقال إن الوزارة تتابع يوميا معدلات الإصابة بالأمراض التنفسية الموسمية والفيروسات الشائعة الأخرى، مطمئنا الى أن معدلات الإصابة والدخول إلى المستشفيات تبقى ضمن المعدلات السنوية المتوقعة لهذا الوقت من العام.
وأكد "عدم وجود أي انتشار غير طبيعي أو فيروس جديد يستدعي القلق".
واشار الى أن لقاح الإنفلونزا الموسمي متاح في الوحدات الصحية على مستوى الجمهورية. وتعمل فرق الطب الوقائي والترصد الوبائي على مدار الساعة في كل محافظة، للكشف المبكر عن أي تغيرات في الوضع الوبائي.
وأعلن عددا من النصائح لأولياء الأمور من أجل الحفاظ على الطلاب في المدارس، منها تطعيم الطفل بلقاح الإنفلونزا الموسمي إذا لم يحصل عليه بعد (خصوصا الأطفال من 6 أشهر إلى 5 سنوات)، إبقاء الطفل في المنزل فور ظهور أي أعراض (ارتفاع في درجة الحرارة– سعال– احتقان– إرهاق) حتى يتحسن تماماً لمدة 24 ساعة على الأقل من دون خافض للحرارة.
وإذا كان الطفل يعاني أمراضاً مزمنة (ربو– أمراض قلب– ضعف مناعة)، يفضل استشارة طبيب الأطفال قبل العودة للمدرسة في حال وجود أي أعراض تنفسية.
تصريح المتحدث باسم وزارة الصحة المصرية (وزارة الصحة- الفايسبوك).
الخلاصة: لم تحرم خطبة الجمعة الماضية ذهاب الأولاد إلى المدارس بسبب انتشار فيروس جديد. وأكدت وزارة الصحة المصرية أن الوضع الوبائي والفيروسي في مصر مستقر.














0 تعليق