عصر الخداع اللامع: كيف تحوّل الإعلان إلى وهم… والمنتج إلى خيبة” - تواصل نيوز

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
عصر الخداع اللامع: كيف تحوّل الإعلان إلى وهم… والمنتج إلى خيبة” - تواصل نيوز, اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 03:18 مساءً

تواصل نيوز - جو 24 :

كتب وسام السعيد- المقال:  في زمن «اللايفات» اللامعة والسوشيال ميديا الخادعة، لم يعد التزييف مجرد خطيئة خجولة، بل أصبح مهنةً لها نجوم ومتابعون، وكاميرات، وإضاءات…

 وكثير من الأكاذيب المغلفة بالبريق. نعيش اليوم مرحلة جديدة من الخداع؛ خداع عقلي يجعلنا نصدق ما لا يستحق، وخداع بصري يجمّل القبيح، وخداع سمعي يروّج لكل ما هو رديء باسم التجربة الشخصية والمصداقية المصطنعة.  

وهذه بعض الأمثلة وهي غيض من فيض ….. 

 تشاهد إعلانًا لمنتج طعام يذوب في فم «المؤثّر»، فيصوّره لك وكأنه لقمة من طعام أهل الجنة. 

تجربه أنت؟ 

فتكتشف أنه أقرب إلى طعام أهل النار من شدة رداءة الطعم ورداءة الضمير.  

فتاة تعمل «بلوجر» تعلن عن مسحوق غسيل وتجعله يبدو كأنه اكتشاف كيميائي خارق. تشتريه لتجد أنه مسحوق لا يملك حتى القدرة على تنظيف منديل صغير. 

 ووجر آخر يقفز أمام الكاميرا بابتسامة مدروسة، يدعوك إلى مطعم فاخر، يمدح الطعم، ويقسم بأنه الأفضل. 

لكن حين تجربه، تخرج وأنت تلعنه وتتحسر على كل دينار دفعته. 

 وبلوجر آخر يدعوك لزيارة مكان سياحي يصفه لك وكأنه حديقة طبيعية مترامية، وفي وسطه نهر جارٍ، وملاعب ممتدة، وساحات ألعاب، وبرك سباحة، وجلسات لا تُعدّ ولا تُحصى.

 تذهب أنت متحمّسًا… 

لتكتشف أن المكان لا يساوي ربع ما صُوِّر لك، وأن حديقة بيتك أجمل منه وأكبر، وأن كل ما شاهدته كان مجرد زوايا مختارة بعناية وخداع بصري محترف.  

حتى الطهاة — أولئك الذين يفترض أنهم صناع الذوق — دخل بعضهم لعبة التزييف.

 يقدّم وصفة لذيذة أمام الكاميرا، ثم يختتمها بإضافة منتج رديء فقط لأنه إعلان مدفوع. 

وهنا يصبح المحتوى ليس تعليمًا بل فخًا، والهدف ليس فائدة بل بيع الوهم. 

 هذه ليست مبالغة.

 هذا هو الواقع.

 واقع جعلنا نعيش في سوق كبير اسمه «السوشيال ميديا»؛ بلدٌ بلا رقابة، بلا قيم، بلا ضمير، تُباع فيه الأذواق كما تُباع السلع، ويُشترى فيه التأثير قبل الحقيقة.  

ولعل أخطر ما في الأمر أن الخداع لا يتوقف عند شراء منتج سيئ، بل يمتد إلى تربية ذائقة زائفة، وإلى فقدان الثقة بكل شيء… حتى الأشياء الجيدة. 

فالخداع حين ينتشر، لا يلوّث السيء فقط؛ بل يشكّكك بالجيد أيضًا.  

وليس من الغريب أن يحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من هذا السلوك قبل قرون بقوله الجامع: "من غش فليس منا”. 

كلمة واحدة تلخص كل شيء: 

الدين رفض الغش، والمروءة ترفضه، والأخلاق ترفضه…

 لكن السوشيال ميديا اليوم تصنع منه مهنة و«ترند». 

 إننا نعيش زمنًا يحتاج إلى وعي جديد، وعي يحميك من اللمعة الكاذبة، ومن الكلمات المصنوعة، ومن الدعاية التي لا تحمل نية صادقة. 

زمنًا يحتاج منك أن تختبر، وتفكر، وتسأل، ولا تنساق خلف شفاه تبتسم وهي تكذب، أو وجوه تلمع وهي تبيعك سرابًا.  

في زمن الخداع اللامع… لا تكن ضحية البريق

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : عصر الخداع اللامع: كيف تحوّل الإعلان إلى وهم… والمنتج إلى خيبة” - تواصل نيوز, اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 03:18 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق