لماذا جلس ترامب بينما وقف عمدة نيويورك؟ #عاجل - تواصل نيوز

منوعات 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

نعرض لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى المقال الاتي:
لماذا جلس ترامب بينما وقف عمدة نيويورك؟ #عاجل - تواصل نيوز, اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 02:09 مساءً

تواصل نيوز - جو 24 :

كتب زياد فرحان المجالي

قراءة في الرمزية الأميركية داخل المكتب البيضاوي**

في لقاء أثار اهتمام الصحافة الأميركية، ظهر الرئيس دونالد ترامب جالسًا خلف مكتبه في المكتب البيضاوي، بينما وقف إلى جانبه زوهران مامداني، عمدة نيويورك المنتخب حديثًا. لم تكن اللقطة تفصيلاً بروتوكوليًا عابرًا، بل حملت مدلولات سياسية ورسائل رمزية التقطتها الصحافة الأميركية بكامل حدّتها.

منذ ما قبل اللقاء، كانت العلاقة بين الطرفين مشتعلة. ترامب هاجم مامداني خلال الحملة ووصفه بـ"الشيوعي”، ولوّح بسحب التمويل الفيدرالي من نيويورك إذا فاز. في المقابل، ردّ مامداني بوصف ترامب بـ"الديكتاتور” واعتبره تهديدًا مباشرًا للديمقراطية. ومع ذلك، حين التقيا في البيت الأبيض، بدا اللقاء هادئًا بشكل لافت؛ هدوءٌ وصفته وسائل الإعلام بأنه "هدنة تكتيكية” أكثر منه تقاربًا سياسيًا.

اختيار ترامب الجلوس خلف المكتب البيضاوي يحمل دلالة واضحة؛ فالمكتب ليس مجرد قطعة أثاث، بل رمز للسلطة التنفيذية وهيبة الدولة. جلوس الرئيس في مكانه التقليدي يعلن موقعه كصاحب القرار الأعلى في الدولة الفيدرالية. وفي المقابل، وقوف مامداني لم يكن نتيجة تجاهل أو تقليل، بل تعبير عن موقع الضيف الذي يُستقبل في "مركز القوة”. الصحف الأميركية قالت بوضوح إن البروتوكول في المكتب البيضاوي يختلف عن باقي الغرف: الرئيس يجلس، والضيوف يقفون أو يجلسون وفقًا لترتيب الرسالة المراد إرسالها.

فريق ترامب بدا وكأنه أراد استثمار اللحظة بصريًا. الصورة توحي بأن الرئيس هو من يتحكم بإيقاع اللقاء، وأنه يستقبل شخصية مثيرة للجدل في نيويورك من موقع تفوق مؤسسي. في الوقت نفسه، بدا ترامب مستفيدًا من إظهار قدر من الانفتاح بعد شهور من الصدام؛ وكأنه يقول: "أنا قادر على التعامل مع الجميع، حتى مع خصومي السياسيين.”

أما مامداني، فقد ظهر واقفًا بثقة واضحة. وبحسب تحليلات "واشنطن بوست”، فإن اختياره عدم الجلوس لم يكن ضعفًا بل استراتيجية: الوقوف يمنحه حضورًا مباشرًا أمام الكاميرات، ويُظهر أنه ليس في وضع "المستجدّي رضا الرئيس”، وإنما قادم بوصفه ممثلاً لواحدة من أهم المدن في الولايات المتحدة، يملك شرعية انتخابية ضخمة ولا يخشى الوقوف أمام رئيس طالما هاجمه.

وفي القراءة الإعلامية، اعتُبر ترتيب الصورة بمثابة "تجميد مؤقت للصراع” بين نموذجين سياسيين داخل أميركا:

رئيس يميني محافظ يعوّل على رمزية السلطة، وعمدة يساري يصعد من قلب قاعدة شعبية واسعة.

ولذلك وصفت الصحافة الأميركية اللقاء بأنه "لقاء رمزي أكثر منه سياسي”، وأن الصورة كانت رسالةً أكبر من الكلمات التي قيلت داخل الغرفة.

كما لفتت بعض التحليلات إلى أن ترامب بحاجة إلى إظهار علاقة عملية مع نيويورك لأسباب اقتصادية وسياسية، بينما يحتاج مامداني للظهور في البيت الأبيض كي يثبت أنه قادر على التعامل مع الإدارة الفيدرالية رغم اختلاف التوجهات. لذا كانت الصورة مزيجًا دقيقًا بين الهيبة الرئاسية والشرعية الشعبية، بين بروتوكول السلطة واتساع الديمقراطية الأميركية التي تسمح لخصمين شديدي التناقض بالوقوف في غرفة واحدة.

بهذا الشكل ظهر المشهد أمام العالم: الرئيس يجلس في مركز القرار، والعمدة يقف كندٍّ لا كموظف… مشهد قد يبدو بسيطًا، لكنه محمّل بكل لغة السياسة والصورة والأنا الأميركية في لحظة واحدة.

قدمنا لكم زوارنا أهم وأحدث الأخبار فى هذا المقال : لماذا جلس ترامب بينما وقف عمدة نيويورك؟ #عاجل - تواصل نيوز, اليوم السبت 22 نوفمبر 2025 02:09 مساءً

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق